الأحد، 10 يوليو 2011

اخشوشنوا........

قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي في "صيد الخاطر":

تأملت مبالغة أرباب الدنيا في اتقاء الحر والبرد‏.‏

فرأيتها تعكس المقصود في باب الحكمة‏.‏

وإنما تحصل مجرد لذة ولا خير في لذة تعقب ألماً‏.‏

فأما في الحر فإنهم يشربون الماء المثلوج‏.‏

وذلك على غاية في الضرر وأهل الطب يقولون‏:‏ إنه يحدث أمراضاً صعبة يظهر أثرها في وقت الشيخوخة ويضعون الخيوش المضاعفة الرقيق وهذا من حيث الحكمة مضاد ما وضعه الله تعالى‏.‏

فإنه جعل الحر لتحلل الأخلاط والبرد لجمودها فيجعلون هم جميع السنة ربيعاً فتنعكس الحكمة التي وضع الحر والبرد لها ويرجع الأذى على الأبدان‏.‏

ولا يظن سامع هذا أني آمره بملاقاة الحر والبرد‏.‏

وإنما أقول له‏:‏ لا يفرط في التوقي بل يتعرض في الحر لما يحلل بعض الأخلاط إلى حد لا يؤثر في القوة‏.‏

وفي البرد بأن يصيبك منه الأمر القريب لا المؤذي فإن الحر والبرد لمصالح البدن‏.‏

وقد كان بعض الأمراء يصون نفسه من الحر والبرد أصلاً فتغيرت حالته فمات عاجلاً وقد ذكرت قصته في كتاب لقط المنافع في علم الطب‏.‏

ليست هناك تعليقات: