الثلاثاء، 28 فبراير 2012

نعم ننتظر..

نعم.. ننتظر.

بعد أن غابت شمسُنا
في عصر الذاكرة الضعيفة
تجلس "ارادتنا "منتحبة
في دهاليز قدسنا الحزينة
تركض الجبال الى
شاطئ البحرحيث الغروب
و يُطرد القاطنون عند الفجر
والصخرة المصقولة بالدم تستغيث ،
يتبعثر منها الضياء
يبحث الوليد عن اسم
فيجد الأسماء تغيرت
كل شيء هنا يعتليه السواد

وعويل الثكالى يهز السماء
والبحر العنيد يفيض
على أقدام الأفق وباقي الذكريات

في بلادي قبل أيام السُبات
كانت الألوان شعب وهناء
أصابت الشيخوخة آمالنا
منذ البدء توجهنا للوهم
فتَحْتَ الأرض في "سلوان" بركان
في القدس دفعونا الجزية
ونما برتقال يافا على شجرالغرباء
فائض الدم المسفوك على جنبات مدينتنا
جحدوه فسَكَنَّا خانات الاغتراب
على خارطة بلاد الثورات
جعلنا من بقايا الأرض وطن
بعد أن سافر الضمير
وتخلَّص جلدنا من تهمة الصمت
في دهر الخنوع
تُلاطِمُنا الأمواجُ في كل اتجاه
وتلقفتنا صباحات الذبح البشري
فاستلمنا بريد اليأس بلا عنوان
لاشيء يوحي عندنا الا بموت
فكم نحن نحتاج ثبات البحر
وكم تقمصنا صمود الجبل
سنحني رؤوسنا حتى الأرض
أمام تضحيات كل طفل
ونرفع هاماتنا الى السماء
فخرا بأبطال أيام الربيع
بين عقود كل القرون
نُقْتل .. نُرَحَّل .. في سبيل
أن لا يطول عمر الإنتظار
وما زلنا ننتظر
نعم .. ننتظر
ولو على جسد الماء
رغم السنين والنوى
آمالنا نحملها على كتف المنايا
فتُطل الزغاريد من دم الشهداء
ونحمل في قلوبنا .. وطن
كي ننزع ذاكرتنا من حقل الضياع
ولآِمُ هذا الكون هم من ييأسوا
ونعيش فرحتنا في فيض من ضياء!