الاثنين، 8 أغسطس 2011

موسم التين في بلادي


وليد ربيع
نحن الآن في شهر آب، بداية موسم التين في فلسطين، وأجدني اليوم مشدوداً إلى قلمي، أكثر من أي وقت مضى، وأمام مخيلتي شريط سينمائي باهت اللون والصورة عن ذكريات هذا الموسم قبل عشرين سنة خلت، وأنا لم أبلغ الرابعة عشرة من عمري، ولكنه شريط ذكريات أعيشه كل عام في مثل هذا الموسم، إلا أن الصورة تزداد غموضاً مع الزمن، ولا أعرف إذا كانت الأيام ستمحو هذا الشريط نهائياً من مخيلتي بسبب التطور الحضاري السريع الذي يهدد كل موروث من عاداتنا وتقاليدنا، حتى أن شجرة التين نفسها قد أصبحت هذه الأيام مهددة بالزوال والاندثار، إذا لم تجد العناية اللازمة والتجديد لكرومها، حيث أن شجرة الزيتون قد أخذت تتوسع في كثير من المناطق على حسابها، ومن هذا الموقف أجدني مشدوداً إلى قلمي لأسجل ما تعيه ذاكرتي ولأستجمع ما نسيته من أفواه الكثير من الفلاحين الذين عاشوا هذا الموسم سنين طويلة من عمرهم، وتفاعلوا معه بكل جوارحهم، فموسم التين كان من أجمل مواسم شعبنا، بل من أعيادهم ينتظرونه بفارغ الصبر ويحسبون الأشهر والأيام في انتظاره ويستعدون لاستقباله والتمتع به حتى النهاية، الأطفال ليلعبوا ويمارسوا هواياتهم المفضلة في الصيد[1] واللعب، والنساء لترتاح من عناء موسم الحصاد ولتقوم بتجهيز ما يحتاجه بيتها من أدوات منزلية كنسيج القش أطباقاً وجوناً[2] وتصنع الفخار[3] للوازم بيتها، والآباء ليتمتعوا بشهر نزهة مع عائلاتهم في كروم العنب والتين، أما الشباب فيجدون فيه فرصة العمر حيث يتمكن الفرد منهم أن
يقتنص نظرة إلى فتاة أحلامه، نظرة لا يحاسب عليها إطلاقاً، إذ يجتمع الشباب الأصدقاء في مجموعات ويُمشّورون قبيل غروب الشمس إلى كروم التين في الوقت الذي يصادف عودة الفتيات إلى القرية وهن في أجمل لباس وأحسن زينة، وتحمل كل منهن على رأسها سلة مملوءة بثمر التين أو العنب، وعن هذا يعبر أدبنا الشعبي بكل صدق عن أحاسيس شبابنا في هذا الموسم.
سقا الله أيام العنب والتين يومن الحلوة تصبر تلافيني
ومن أغاني الغزل في التين:
قلبي يوجعني قلبي يلويني ع اللي بتتبطح في فاي التين
تشتهر فلسطين وخاصة المنطقة الجبلية منها بالزيتون والتين والعنب، ويعتبر الفلاح موسم التين موسم راحة ونزهة، كما يجد في هذا الموسم تخفيفاً من مصروفاته البيتية[4] ولكن شجرة الزيتون تظل هي الشجرة الأولى في المناطق الجبلية، فترة يغرس غراس الزيتون في حفرة واحدة حتى يقوم بإزالة أشجار التين عندما تبدأ أشجار الزيتون بإعطاء الثمر، وتعتبر منطقة رام الله أكثر المناطق إنتاجاً للتين وهو ما نلحظه في التراويد المنتشرة في هذه المنطقة:
لا يا بلادنا يا أم العنب والتين واحنا اللي رحلنا وغيرنا المقيم
والتين في بلادنا يسمى بأسماء محلية معانيها مأخوذة من بيئة الفلاح، حيث نجد اختلاف الأسماء للنوع الواحد في المناطق المختلفة وأشهر الأنواع: ( البياضي، الشنيري السباعي، السوادي، الشحيمي، الفلنطاعي، الغزلاني، الخروبي، الحميضي، المليصي، والقراعي، العديسي، العسيلي، الموازي، المدني)[5] وأكثر الأنواع انتشارا البياضي والخروبي لأنها تصلح للتجفيف القطين، أما بقية الأنواع فهي قليلة الانتشار لا يزرع منها في الكرم الواحد سوى أشجار قليلة، لكي يأكل منها الفلاح طازجة فقط، ويطلق عليها الطعامي[6]، قبل أن يطل شهر آب يقوم من لا يملك أشجار التين بضمان كرم أو عدة شجيرات تكفيه وعائلته كما تقوم الأم بتحضير لوازم التين قبل نضوجه، فتصنع المعاليط[7] لأطفالها من القش كما تصنع القبعة[8] والقرطلة[9] لتستعمل في جمع ثمار التين صباحاً للأكل ولجمع الذبيل بعد الظهر.
وفي منتصف آب تقريباً يبدأ الثمر بالنضوج ويقال: بشر التين وهنا ينتشر الأطفال صباحاً كل يحمل معلاطة أو ملعاطة يبحث عن أول ثمر النميري، ويعود الواحد منهم بحبات قليلة تحسب وتعد بالطورة[10] وهم يغنون بأصوات مرتفعة:
تين مشطب الندى ما حدا يطعم حدا
تين مشطب[11] تشطيبه الواحد يطعم حبيبه
وينتظر الفلاحون قدوم الندى بلهفة حتى ينضج الثمر بسرعة، ويسأل الأطفال أباءهم في كل مساء هل ستكون الدنيا ندى صباحاً؟ وإذا كان الندى قوياً في الصباح يقولون هجم التين[12] ويتسابق أطفالنا في الصباح إلى الكروم يفتشون عن الثمار الناضجة، ويحاول كل منهم أن يبحث عن هذه الثمار في كروم الآخرين ويحمي كرمه لاعتقادهم أن بقاء حبة أو حبتين ناضجتين على هذه الشجرة يجعل باقي الثمر الفج العجر ينضج بسرعة لأنه يغار من الثمر الناضج، وعندما تكثر الثمار الناضجة على الشجر تنتهي عملية البحث من قبل الأطفال في كروم الآخرين إذ يرون أن ذلك عيباً وسرقة وتبدأ مرحلة جديدة من مراحل هذا الموسم.
الناطور:
إن أكثر ما ينتظره أطفالنا خاصة من هم دون سن الخامسة عشرة من الجنسين في موسم التين هو نضوج الثمر لكي يقوموا بحراسة الكروم، ويسمى الفرد منهم ناطوراً حيث يبني الأب لهم عريشاً في الكرم يجلسون أثناء الحراسة، وفي كثير من الكروم خاصة الواسعة منها يبني الفلاح مكاناً للحراسة أكثر ديمومة وأصلح من عريشة الحطب ويسمى المنظار أو القصر وهو بناء من الحجر أسطواني الشكل يرتفع ما يقارب 3م وقطره ما بين 2-3 م وفوق هذا المنظار يبني عريشة الحطب حتى يتمكن الناطور من مشاهدة الكرم جميعه والكروم المجاورة أيضاً.
ويعتبر الأطفال واجب النظرة نزهة لهم وتغييراً لجو القرية إلى جو أكثر هدوءاً وراحة لأجسامهم خاصة وأن موسم الحصاد ودرس القش قد انتهى أو هو على وشك النهاية، كما يجدون فيه أفضل جو لممارسة هواياتهم المفضلة في الصيد واللعب.
وتسود الحياة التعاونية بين النواطير جميعاً إذ تشترك كل مجموعة من جيران الكروم في الحراسة في منطار واحد أو عريشة واحدة كما يتشاركون في الأكل والطبخ والعمل في جمع الذبيل ومناوبة الحراسة التي غالباً ما تكون وقوف أحدهم على باب العريشة أو المنطار، ويصيح بأعلى صوته عدة مرات
إنو اللي في التين هيه
حلق عليه حلق هيه يللي في التين يا ريتك حزين
أمك وأبوك ريتهم يقبروك
هيه يللي في الحبلة[13] ريت في عينك سبلة
هيه يللي في الجورة ريت عينك عورة
ويمارس النواطير عمليات السطو على كروم نواطير آخرين، حيث يقوم أكبرهم من الذكور برسم خطة التسلل ويتم غزو الكرم فغذا فشلت الخطة، واكتشفت اللصوص يقوم العداء وضرب الحجارة بين الطرفين، وإن نجحت الخطة اعتبر الأطفال ذلك نصراً كبيراً يتحدثون عنها لعدة أيام[14].
ويمكث الناطور في الكرم من الصباح حتى المساء ويمارس طيلة يومه كثيراً من الأعمال والألعاب بالنسبة للفتيات فإنهن يقضين معظم يومهن في نسج القش وجزءاً آخر في طهي الطعام وبذلك يكون موسم التين وسيلة تعليمية تربوية للفتاة إذ تشكل من نفسها ربة بيت فتكنس العريشة وترتب ما فيها من أثاث قليل وتطبخ الطعام وتنسج القش حسب إرشادات تتلقاها من والدتها كل مساء، وقبيل العصر يمارس النواطير بعض الألعاب كلعبة الحصى[15] ولعبة الطمة[16] وبجوع[17].
وترقص الفتيات وتغني في فترات متقطعة قبل أن تبدأ بتصنيع التين والقطين، وبعد العصر تبدأ بالعمل الجاد في جمع الذبيل من تحت الشجر ورشة في المسطاح[18]، ثم تبدأ عملية البرارة[19] حتى مغيب الشمس، أما الذكور فيقومون أثناء ذلك بمساعدة أخواتهم بجمع الذبيل وجمع التين في معاليطهم لوالديهم وإخوانهم الكبار الموجودين بالبيت مشغولين بقطف ثمر اللوز أو تذرية القمح أواخر موسم الحصاد أو اقتلاع السمسم ونقله، وهكذا ينتهي يوم الناطور[20]. في عمل دائب مبرمج يترك آثاره الايجابية في نفسيات أطفالنا ويعدهم لكثير من الأعمال في المستقبل.
التعزيب:
يعتبر التعزيب في كروم التين والعنب أهم مميزات هذا الموسم وأجمل أيام السنة عند الفلاحين، فبعد أن ينتهي الفلاح من درس قمحه ويطمئن على حاجة عائلته من القمح يرتاح نفسياً وينتقل مع عائلته بأكملها إلى الكروم، حيث يتخذون من العريشة أو المنطار بيتاً مؤقتاً يجلبون إليه أثاثاً متواضعاً لفترة تعزيبهم، وأثناء النهار يعمل الأب وأبناءه العموم في تجدير الكروم وتعميرها لكن أجمل ساعات النهار هي قبيل المغيب حيث يجتمع جميع أفراد العائلة حول المساطيح يبرون القطين سوياً ويتحدثون، وعند المغيب وحلول الظلام يشعلون النار عالية ويتجمع جميع الجيران يسهرون حول المساطيح[21] حتى منتصف الليل. وتعيش العائلة الريفية شهراً كاملاً في نزهة عائلية ممتعة يعملون بالأرض نهاراً ويجمعون الذبيل ويصنعون القطين ويسهرون في حياة رومانسية رائعة ومن أجمل الأيام وأروعها هو ذلك اليوم الذي يقرر فيه الأب أن يذبح جدياً لعائلته حتى يتحلق الأطفال حول والدهم هو يذبح الذبيحة ويعلقها في شجرة تين يسلخ جلدها، وهم ينتظرون أن يشق الذبيحة ليأخذ كل منهم كلية أو قطعة من الكبد ويشعل النار لوحده يشويها بسرعة لكي يقوم بمساعدة والدته في جمع الحطب لتطهو لهم طعاماً دسماً.
تصنيع التين:
يعتبر التين المجفف القطين أهم ما يصنع التين وتمر ثمرة التين في عدة مراحل قبل أن تصبح مجففة فأول مرحلة هي جمع الذبيل الساقط على الأرض، ولا يكون ذلك إلا عند العصر، ذلك لأن الذبيل في الصباح يكون محملاً بالندى مما يؤثر على لونه وجودته لو تم جمعه صباحاً، وبعد جمع الذبيل ووضعه في المسطاح ينتظر الفلاحون ثلاثة أيام حتى يجف، وتبدأ العملية الثانية وهي البرارة حيث يتم انتقاء ما جف من التين حيث يصنف القطين أثناء بره من المسطاح، أما الرديء فيبقى في المسطاح وهكذا تكون علمية البرارة يومياً حتى يتم انتقاء جميع القطين، أما الرديء فيجمع لوحده حيث يستعمل علفاً للماشية أو يبادل به النواطير ترمساً من الباعة الذين ينتشرون في كروم التين في هذا الموسم، ويوضع القطين أولاً في الكرم في مكان يسمى المخبأ حيث تحفر حفرة في الأرض ويوضع القطين بها ويداس عليه بالأرجل حتى تتماسك الثمرة فتحفظ من العفن ويغني الأطفال أثناء رقصهم على القطين في المخبأ.
هان قطين ونطين ع مساطيح القطين
وبعد أن يتمتلئ المخبأ بالقطين ينقل إلى البيت، حيث يوضع في خابية أو جرن[22] ويداس عليه بالأرجل أيضا، في نهاية الموسم يبيع الفلاح جميع القطين ويوزن القطين بالرطل البراوي[23] أما قطين المونة[24] فيرص بالأصابع ويوضع في جرن خاص، وغالباً ما يكون من أجود أنواع القطين أو من التين الطعامي ويأطل الفلاح القطين في موسم الشتاء مع البسيسة[25] بجانب موقد النار عند مجلس الجدة، ويصنع الفلاح للمونة ما يسمونه القصعة[26] والكعموز[27] والقلايد[28].
نهاية الموسم:
عندما يبدأ ورق التين بالاصفرار والتساقط تقترب نهاية هذا الموسم، ويبدأ الفلاحون يجمعون أغراضهم استعداداً للعودة إلى بيوتهم، وقبل العودة تتم قرقرة التين[29] ويبدأ الاستعداد لموسم أخر هو موسم الزيتون، ويعود الأطفال بمعاليطهم من جديد يحملونها بعد الظهر يبحثون عن ثمار التين الباقية على أشجار التين يتأخر نضج ثمرها[30ويعودون هذه المرة يبكون التين وينديونه:
التين قرقع ورقه اللي يحبه يلحقه[31]
التين قرقع يا ورشة يا ويل اللي كبر كرشه
ومن تعلق أهلنا بالتين وموسمه يتمنون أن يدوم التين السنة بكاملها فيقولون يا ريت التين 11 شهر قراقرة، وأخيراً لا بد أن أذكر انتشار الكثير من الغيبيات ونثر التراب أو رمي الحصى والحجارة فيعقد النواطيير أن هذه الأرض تنثر عليهم التراب، وينسجون القصص الخيالية عن ذلك، وتتواتر هذه القصص من ناطور إلى آخر حتى تصبح كأنها حقيقة مؤكدة، ومن هذا نجد الكثير من الأمكنة في التين ما هو مرتبط بهامة أو شيطان.
كذلك فإن شجر التين وثماره تدخل في طبنا الشعبي حيث تعالج الدمامل أو لسعات الدبابير والنحل بوضع حبة قطين عليها، كما تعالج التآليل السواليل بعلاج شعبي هو عبارة عن قطع غصن من شجرة بعد أن يضع أصبعه ويدفن الغصن في مزبلة بعد نقاش بين المصاب والطبيب الشعبي، يقول الطبيب للمصاب بعد أن يضع أصبعه على السالول ما هذا؟ فيجيب المصاب سالول فيقول الطبيب هل أمرتني بقطعه؟ فيقول المصاب نعم وعند كل سالول يحز الطبيب حزاً بسكين في العود[32].
ومن أمراض التين المن الذي يعالجه الفلاحون برش التين في أيام الندى برماد الطوابين السكن.
أمثال شعبية عن التين:
1- دوده من عوده: يعتقد الفلاحون أن الديدان الصغيرة التي توجد في بعض ثمر التين لا تضر لأن مصدرها داخلي أي تكون في داخل الثمرة، ولا تأتي من الخارج ويضرب المثل لمن يأكل أي نوع من الفاكهة دون أن يتأكد من داخلها.
2- هذي صابها وهذي ما صابها: يقدم الفلاحون ثمر التين على صواني القش حيث تجتمع العائلة حول الصينية، ويحس الواحد منهم الثمرة بإصبعه حيث يصبح طرياً لكثرة ما تحسسته الأنامل فيعتقد من يحسها أنها ناضجة ويأكلها بحيث لا يبقى على الصينية ثمر ناضج أو فج، ويضرب المثل الأناني الذي يحب الشيء الطيب لنفسه فقط.
3- قَشِّرْ يابا قَشِّرْ بفتح القاف وتشديد الشين المفتوحة وتسكين الراء،يروي أن ضيفاً جاء عند أحد الفلاحين البخلاء في موسم التين وأوصاه والده يبقى في الكرم حتى يبدأ الضيف يقشر الثمر ويأكله، وفعلاً ذهب الضيف مع الولد إلى الكرم ولما أخذ الضيف يقشر الثمر صاح الولد على أبيه قشر يا بابا قشر! فقال هات الضيف يتعشى ويضرب المثل ضد البخيل.
4- حرباها البين وراحت: يروى أن بدويان دخلا إلى كرم تين مساء، وأخذا يأكلان الثمر بسرعة حتى لا يراهما صاحبه، وأكل أحدهما حرباء وهو يفكر أنها حبة تين ولما أحس بطعمها المختلف قال لصاحبه أنه أكل تين لها أضلاع فقال صاحبه هذه جرباء فأجاب الآخر حربا هالبين وراحت وضرب المثل لمن يأكل الحرام ولا يهتم بذلك.
5- مثل صوص التين بوكل وبنين، أو صوص التين بنين: معنى أي بأن من الضعف لذلك لا يرقد الفلاحون الدجاج في موسم التين لأن معظمها يموت.
6- الطويل بطول التين والقصير بموت حزين: يضرب المثل لمدح الطول غالباً ما تكون أغصان التين عالية إذ يقلم الفلاحون في الغالب الأغصان المتدلية من شجر التين، لأنه يعيق عملية الحراثة.
7- التين أقطع واطيه والزيتون أقطع عاليه: مثل تعليمي أي عند التقليم أقطع أغصان التين السفلى لأنها تعيق الحراثة وأقطع أغصان الزيتون العالية لأنه يصعب قطف ثمرها حتى بسلالم.
8- يقطن عينيك الثنتين: وهي مسبة دارجة بشكل دعوة وتعني تعمى عينيك.
9- ياريت التين 11 شهر وشهر قراراه: والمثل يدل على مقدار محبة الفلاح لموسم فهو يتمناه السنة بكاملها.
10- فاض الحر ع المسطاح مكان وضع الذبيل: وهو بمعنى بلغ السيل الزبى أو المثل الشعبي وصل الكيل حده أي زاد الشيء عن حده.
11- زي التين في الفردة الفردة الكيس الكبير: ويضرب للحالة الصحية السيئة إذ إن التين وضع في الفردة يصبح في أسوأ حال له إذ المعتاد أن يوضع في السلال.
12- من قلة القطّين أكلنا قموعة: يقابل المثل الشعبي من قلة الدولة سلمنا ع النور، أو من قلة الخيل شدينا ع الكلاب سروج.
13- بتين وبلا تين ماضيات السنين يضرب للاستغناء عن حاجة ضرورية واصل المثل أن الناس في موسم التين كانوا يعزبون في كروم التين ليتسنى لهم قطف التين وأكله صباحاً وتخزين حاجاتهم من القطين. وفي السنوات التي لم يكن باستطاعة الناس ضمان التين صاروا يضربون المثل المذكور.
14- خلي القطين في خوابيه تيجي مشتريه ويقال عندما يبخس المشتري بالبائع بضاعته.
15- اللي في جيبه قطين بوكل في أيديه الثنتين ويضربه من لا يملك شيئاً لمن يملك.
16- هذا هو موسم التين، موسم من مواسم بلادي وشعبي. المواسم الذي أصبح اليوم وفي كثير من المناطق في عالم الذكرى والخيال والنسيان.
ـــــــــــ
*مجلة التراث والمجتمع رام الله العدد 4

[1] ) صيد العصافير ويكون بواسطة الفخ أو المغيطة أو بواسطة شعر ذنب الخيل، حيث يعمل شرجة على عرنوس ذرة بيضاء ويربط العرنوس فرق أشجار التين، بالشلاف وهو عبارة عن عصا تشد كالقوس ويكون طرف القوس مثقوباً ويربط طرف الخيط الذي يشد القوس لعود صغير مبرياً من أحد طرفيه ويوضع الطرف المبري في ثقب القوس، بحيث يكون حساساً يسقط من الثقب عند أي ثقل يقع عليه وتوضع حبة تين على طرف القوس عند الثقب ويوضع هذا على شجرة الزيتون، فعندما يقف العصفور على العود فيفتح القوس ويمسك الخيط على أرجل العصفور وغالباً ما تكون العصافير التي يصيدها الأطفال في موسم التين صغيرة الحجم يسمى بعضها فسيسي ويردد الأطفال على لسانه عندما يصيدونه أما فسيسي ما مني نقطة زيت أحسن مني ويروون في ذلك أنه استعطاف من العصفور لإطلاق سراحه، لأنه لا يسمن ولا يغني من جوع، وإذا أطلق سراحه يغنون على لسانه أنا الفسيسي الغدّار ورك مني يشبع دار.
[2] ) تسمى الأطباق عند الفلاحين الصواني وتنسج من القش الملون أو الأبيض وتكون المرأة قد حضرت القش أثناء درس نبات القمح، وتصنع المرأة الأطباق الملونة لتزين بها جدران البيت، وقد حل السجاد والتطريز اليوم محل الأطباق على الجدران أما القش الأبيض فتصنع منه أطباقاً للاستعمال، حيث يوضع عليها صحون الطعام يقدم عليها التين والعنب أما الجونة فهي الوعاء مجوف كان يستعمل لحفظ الثياب بدل الخزائن. وهناك القبعة وهي جونة صغيرة تجمع بها الذبيل والزيتون,
[3] ) يعتبر موسم التين موسم صناعة الفخار أيضاً حيث يتم تجهيزطينة الفخار في كروم التين ويشوى هناك أيضاً وتصنع المرأة جميع حاجتها منه من أواني للشرب والأكل أو لخزن الزيتون والزيت والدبس، ومن أسماء الأواني الفخارية المحلية جرة أو زير طوس سفل مغطاس وضايه عسلية زبادي أباريق.
( في صناعة القش والفخار راجع ترمسعيا دراسة في التراث لجنة الأبحاث الاجتماعية ص 128، 129.
[4] ) يطلق على موسم التين القيظ أي الشديد الحر، ولكن معناه عند الفلاحين التموين، إذ تفي الفلاحين بالإفطار صباحاً على ثمار التين في موسم التين فش عجين كما كان للتين قيمة اقتصادية أخرى، إذ كان يقوم الفلاحون بمبادلة القطين بالقمح أو حتى العدس والملح.
[5] ) هذه السماء اصطلح عليها الفلاحون فالعديسي مثلاً يشبه حبة العدس الأحمر في لونه واستدارته والعسيلي يشبه العسل بلونه كما أنه أكثر أنواع التين حلاوة، والموازي ثمرته طويلة ولونه أصفر كالموز.
[6] ) للأكل مأخوذ من الطعام.
[7] ) جمع معلاط ويقال له أيضاً ملعاط وهو وعاء مجوف مصنوع من القش له ممسك وتصنع المعاليط لجميع أطفال البيت وتكون مختلفة الأحجام حسب أعمار الطفال.
[8] ) وعاء مجوف يصنع من القش أيضاً.
[9] ) وعاء مجوف له ممسك يشبه المعلاط إلا أنها تصنع من الغضان التي تنبت على سيقان الزيتون أو من أغصان العليق. ويقول المثل الشعبي: فوق الحمل قرطله ويضرب لكثير العمل ويحملونه عملاً جديداً.
[10] ) 4 حبات ويعتقدون أن أول الثمر أفضل ثمر في موسم التين جميعه فيقال عليك بأول التين وآخر العنب ويرويه البعض بالعكس عليك بأول العنب وآخر التين لأن التين في أوله يكون كثير اللبن مما يسبب تشقق اللسان والشفاه عند أكله والعنب في أوله أكثر فائدة لأن به حموضة.
[11] ) عندما تنضج.
[12] ) نضج الثمر بكثرة.
[13] ) الأرض المدرجة المرتفعة وتسمى كل قطعة منها رماة أو حبله.
[14] ) عندما يكون الناطور فتاة منفردة وترى شخصاً غريباً قد دخل الكرم تبدأ بالترويد وبصوت عالي حتى تسمعها جارة لها فتردد هي الأخرى نفس الترويدة وثالثة ورابعة وهي من نوع تحذير النواطير لبعضهم البعض وتقول الترويدة:
يا ويلك يا طايح الكرم الطويل اطلع يا يويلك
ان صرت واصلك لاقطع يد لك يا ويلك
وترددها الفتاة بشكل لا يفهم الغريب أي كلمه منها بهذا الشكل:
يا رويل لك يا طايح لي الكرم لطويل لي اطلع يا رويليلو
ان صرت واصل لي لك لاقطع يد لك يا رويليلو
[15] ) يشترك فيها اثنان حيث تجمع خمسة حجارة صغيرة مربعة الشكل أو كروية ويجلس اللاعبان متقابلان حيث ترمي أربعة من الحصا على الرض ويبدأ أحدهما باللعب رافعاً حصاه في الهواء وملتقطاً حصاة واحدة على الأرض والأخرى قبل سقوطها ثم الحصاة الثانية والثالثة والرابعة ثم اثنتين اثنتين فثلاثة فواحد ثم الرابعة معاً، وأي خطأ ف هذا يتسلم اللاعب الآخر الحصى، وبعد ذلك يضع الخمسة في كف يده ويرفعهما في الهواء فاتحاً كفه فتسقط الحصى على ظهر الكف فما وقف منها على ظهر الكف رفعه في الهواء ثانية وعليه أن يلقفها في كف يده بشكل أفقي، أما ما يسقط على الأرض فيقوم بالتقاطها واحداً واحداً بعد أن يرفع ما في يده من الخمسة في الهواء وأي خطأ يفقد دوره في اللعب.
[16] ) وتسمى الغميضة أيضاً حيث تتم القرعة بين الفتيان ومن تقع عليه القرعة يقوم بإغماض عينيه واضعاً رأسه على ساق شجرة تين يتفق عليها وتسمى مصليح ويتفرق الآخرون ويختبئون وبعد فترة قصيرة يفتح عينيه ويبدأ بالبحث عن الآخرين فإذا رأي أحدهم عليه أن يمسكه قبل أن يصل إلى المصليح وإذا أمسك أي فرد من الآخرين يتسلم مكانه وهكذا.
[17] ) تشبه الطمة إذ ينتقي الأطفال شجرة تين كبيرة ويجرون القرعة فمن وقعت عليه القرعة يبقى تحت الشجرة ويصعد الباقون على فروعها ويصبح الجميع بجوع توكل وتجوع فيصعد بجوع على الشجرة ويحاول أن يمسك أحدهم ومن استطاع منهم أن يقفز إلى الأرض دون أن يمسكه بجوع نجا ومن مسكه بجوع يتسلم مكانه وهكذا.
[18] ) المكان الذي يوضع فيه الذبيل حتى يجف يتم انتقاء القطين منه بعد العصر ولذلك يقولون قاض الحر ع المسطاح ولأهمية المسطاح يقال مثل اللي غطا المسطاح بثوبه خلكته واصله أن شخصاً كان يحرس التين واحتاج حاجة من القرية ولكي بحفي المسطاح خلع ثوبه خلكته وغطى بها المسطاح وذهب للقرية عرياً.
[19] ) انتقاء ما جف من التين من المسطاح.
[20] ) كانت هذه النزهة عند أطفالنا تستمر حوالي 50 يوماً أي حتى افتتاح المدارس في 1 تشرين الأول من كل عام.
[21] ) وكان من الشائع سرقة المساطيح لذلك كانت كل مجموعة من الجيران تضع الذبيل في مكان واحد تسمى المساطيح ويقون الجيران بحمايتها ليلاً.
[22] ) يبنيان من الطين في داخل البيت والخابية أكبر من الججرن وهما لخزن القطين.
[23] ) 4,5 كغم.
[24] ) المخصص لأكل العائلة حيث يكون من أجود القطين، راجع ترمسعياً، ص 130.
[25] ) طحين معجون بالزيت تغمس به حبة القطين عند الأكل.
[26] ) تفتح حبات القطين وترص على بعض ويصل وزن القصعة من 8- 10 كغم.
[27] ) تفتح ثمار التين الطعامي وتجفف على الصخور والحجارة في الكرم ثم ترص على بعضها ويصل الكعموز من 200 – 500 غم.
[28] ) تنتقي حبات القطين الجيدة وترص بالأيدي ثم تخاط بشل قلادة.
[29] ) جمع كل ما على التين من الثمر أو الذبيل أو القطين ويكون ذلك بواسطة العصي، وبعد ذلك تقلم أشجار التين وينتهي الموسم.
[30] ) بعض أشجار التين يتأخر نضج ثمرها مثل الشنيري والموازي وحتى يتم النضج في الموسم يدهن الثمر الفج بالزيت أو يوضع على أغصان الشجرة نبات يسمى الكتيلة ويشبه نبات الزعتر رائحته طيبة.
[31] ) يبس وسقط وسمع له صوت قرقعة أثناء تحريك الهواء له.
[32] ) راجع ترمسعيا ص 125.

المصدر:
http://www.j1r1.com/vb/showthread.php/125874-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%8A

ليست هناك تعليقات: