الأحد، 31 يوليو 2011

القدس ... للشاعر / عبد الرحمن الأبنودي




القدس قدسي..

يمامة صيف في غيتها.

تطير . تيجيني..

بأشواقها .. وغيتها.

فاكراني من يد صيادها

أنا اغيتها

فاكراني صوت الأدان الحي

في "حطين"

ومخبي في ضلوعي قلبك

يا "صلاح الدين"..

شايل صراخ اليتامى

ولوعة المساكين

فاكراني كفن الشهيد

وخيمة اللاجئين

وأول الأتقيا..

وآخر الهاربين..

***

تجيني وتبوسني

وتملس على خدودي

هاربة بـ حدودها القدام

تتحامى في حدودي

تبكي على صدري

دبكة حزن على عودي

تبكي وفاكرة حد هدها

وأسكتها

أنا..

ياللي من موت شراييني

اتنسج موتها

وصوتي..

يوم الغنا الباطل

بلع صوتها

مافيش في قلبي

ولا آهة أموتها

كل الآهات ميتة

أنا حبيس همسي

نزعت صورتها من بُكرايا

من أمسي

حطين ولا حطيني

ولا قدس الهموم.. قدسي

ولا عارفة تنساني

زي ما تهت.. ونسيتها

***

القدس..

تيجي يمامة نور

مطفية

طالعالي م البرد

للصيف الجديد تسعى

فاكرة في كفي طعام

وف قلبي أخوية

هية اللي مش واعية..

والا أنا اللي مش باوعى..؟

لا دمع يسقى عطش عيني

ولا مية.

يا حزن لا تترجمه أهة..

ولا دمعة..

...

ما كنا فاكرينا

أطفالك

يا ست الكل.

الكدب ما يجيبش همه

إحنا مش أطفال

وكنا فاكرينا أبطالك

أيادي السيف

سيوفنا من قش

ودي..

ماهيش إيدين أبطال

ضيعنا ع القهوة

نص العمر

نتاوب

نتمنوا من ربنا..

تتحسن الأحوال

***

يا قدس

لمي جناحك وارجعي تاني.

ولا تصدقي قولي..

ولا تتمني

أحضاني

نامي في حضن العدو

هوه العدو الأول

يا قدس..

خافي قوي..

من العدو الثاني.

الخنجر المختفي

وانتي فاكراه

ضلع

الأفعى ورا

ضحكتي..

والموت في أسناني.

وصفحتي في النضال

بيضا بياض التلج

***

لمي الجناح يا قدس

لمي الجناح..

"البناني" ف قلبي مسكونة

بيمام .. غريب الوطن.

يوم ما التهم خضرتك

فدان ورا فدان.

يوم ما طرد أسرتك

إنسان ورا إنسان.

يوم ما هدم مادنتك

وكسَّر الصلبان

***

يا قدس..

قولي لحيطانك

اثبتي بقوة

حيخلصك ابنك

اللي أنا .. مانيش هوه

لا تبحثي عن حلول

الحل من جوه

احل من جوه

الحل من جوه .

بغداد... شعر : عبد الرحمن الأبنودي..

مهما أقول أو تقول..

إيه راح يفيد الكلام؟..

حكامنا صاحبوا العدو ..

وإحنا رحنا ننام

قالو لنا: حنحلها إحنا في خمس تيام

آدي بداية انهيار الأمة قدامنا

بعنا حقيقتنا وسكنّا في أوهامنا

عشنا وزادنا الخطب..

كرهتنا أحلامنا

أنا ما بنيت الدار إلاَّ لأحارب

ودار بلا حربٍ... عليا حرام..

مهما أقول أو تقول..

إيه راح يفيد الكلام؟

مش قالوا حنحلها إحنا في خمس تيام؟..

آدي العراق منطرح ع المقصلة.. بناسُه..

مستني حكم الغريب الجاي... بمداسه

يدوس علي الأمة.. وتسممنا أنفاسه

واحنا بنسأل: صحيح فيه حرب يا اخواننا؟..

وقال صحيح.. طامعة أمريكا في بترولنا؟؟..

مش هيه كانت صديقتنا.. كما فهمنا؟..

يا أمة.. جزم العدو.. دايسة علي رقابنا

وازاي بنسعد قوي.. في كل ما داسوا؟..

وآدي العراق منطرح ع المقصلة بناسُه

وكأننا إحنا.. ولا أهله.. ولا ناسه..

بيننَّا ما بين الدمار.. الدُّوس علي الأزرار

وتبتدي الكاِرثَة وتصعْد جبال النار

أمريكا.. في كل ساعة.. تبدّل الأعذار

والأمة قاعدة بتتفرج وتتشكك..

تشوف صورها علي الشاشات تقوم تضحك

وتسألك.. تفقعك.. وتقول: صحيح فيه ضرب؟..

من كتر ما نعسنا في الضلة.. نسينا الحرب

نقفلها م الشرق يفتحها علينا الغرب

عدو.. ما بينامش لا في الليل.. ولا في نهار..

بينّا ما بينه.. يا دوب دوسه علي الأزرار

وتبتدي الكارثة وتشعلل جبال النار..

أمريكا يمّ العراق زاحفة بلا قوانين

زي إسرائيل اللي قاتلة ولادنا في فلسطين

لاتنين علي نية.. ريحة الدم.. هيه الدين

جايين.. معاهم سلاح يقتل بلا تنشين

واحنا اللي إيدنا بلا حِتة عصايةْ توت

واللي أخدنا خلاص علي ابتسامة الموت

متلطشين م اللي مش فايت وم اللي يفوت

وسلاحنا طوب.. إنما.. إحنا اللي متَّهمين

وامريكا يم العراق زاحفة بلا قوانين

زي إسرائيل اللي قاتلة الشعب في فلسطين

قال إحنا لؤما قوي وقال ايه نتحايل

وقال بنخفي السلاح.. في الضل لو مايل

في لقمة الطفل أو في مشية الحامل

سلاح رهيب.. مستخبي فيه دمار شامل

يا ريت يا سيدي ما كانش الحال بقي مايل

ولا كنا نتسول التأييد من الغربا

والجرح يوسع يوماتي لاطب ولا طببا

وأقلها كلب.. يشتمنا.. ويتطاول..

قال إحنا لؤما قوي ع الحيلة نتحايل

وقال بنخفي السلاح في الضل لو مايل

وإحنا ضعفا... بنصرخ.. زي طفل غريق

قوِّتنا ضاعت ما بين الكرْه والتفريق

وكل دولة تلاتة متر.. عاملة فريق

قال ده أخويا اللي لعدوي.. أعز صديق

يحب وش العدو.. وش العرب لأه

ياكل طعام العدو.. لقمة اخوه.. لأه

يلبس قماش العدو.. وقطن أخوه لأه

تقوله:أهلاً.. يروح يشكيك لأعداءك

قول رأيك ايه لما تصبح أمتك.. داءك؟

تفطر بكاس العداوة كل يوم ع الريق؟

وإحنا ضعنا.. بنصرخ زي طفل غريق

وكل دولة تلاتة متر.. عاملة فريق

السَّكرة راحت أهه.. وطلّت الفكرة

وكنا خايفين مجيئ بكرة.. وجه بكرة..

بدأوا بأرض الديانة: القدس« و» الناصرة

بيت لحم و جنين و نابلس. واسألوا "غزة"

أعز أولاد.. لأمة متاجرة في العزة

الركلة آخر مزاج.. والصفع له لذة

كل العذاب ده ولا عرفناش يا ناس نكره؟..

وكنا خايفين مجيئ بكرة وجه بكره

والسكرة راحت أهه وفضلت الفكرة

إشمعني يعني العراق ولافيش غير هوه

علشان تغير نظامه إنت بالقوة..؟

الأنظمة كلها.. ما بتختلفش يا أخ

مَد المواطن قفاه ومنعتوا آه أو أخْ

مش أنظمة.. في الحقيقة دي مجرد فخ

لو المواطن جمل بحملكم كان نخ

وكل حاكم لئيم.. براه.. غير جوه

واشمعني يعني العراق؟.. ولافيش غير هوه

علشان تغير نظامه إنت بالقوة؟..

قلنا زمان.. اعتدَي علي الكويت ظلما

ً وكنا ضده... وقررنا يعود حتماً..

دلوقت لا راح علي أيسر ولا أيمن

حكايتكو يا الأمريكان ألغز من الألغاز

وف تبريراتكو المريبة باشم ريحة الجاز

الكدب علي وشكم.. ما ينقصوش برواز

شعب العراق لن يموت.. الموت لكم إنتم

إنتو اللي جرتوا عليه.. وانتو اللي أجرمتم

ولا راح نفوت تارنا مهما رجعتوا وبعدتم

يا دي الرئيس اللي علي قول الضلال.. أدمن

مطلوق علينا.. كأنك ديب جعان شارد

وجاي علينا.. بتتمطع قوي... وفارد

في كوريا نعجة وعلينا جاي عامل مارد

لا إنت عمي .. ولا أمي.. ولا الوالد

علشان تيجي لبلادي بكل أسلحتك

تنقذني م اللي حاكمني... كنت عينتك؟..

عارفك ما تعرف يا قاتل.. إلا مصلحتك؟

مش أنظمة. إنما.. قابلينها يا بارد

مطلوق علينا كأنك ديب رهيب شارد

في كوريا نعجة.. وعلينا.. جاي عامل مارد

أطفالنا ماتوا.. ولا سائلش عنهم حد

تحت البيوت قبل حتي ما البيوت تنهد

ونسألك إنت.. وكإنك نسيت الرد

الدنيا تطلع مظاهرات والهتاف بيقول

واللي في مخك في مخك.. لا يهمك قول

قلبك علي إسرائيل وعينيك علي البترول

واخدينها إحنا هزار.. وانت واخدها جد

أطفالنا ماتوا ولا سائلش عنهم حد

والدنيا تسأل.. وكأنك نسيت الرد

آدي العراق القريب م القلب راح منا

بعيد بعيد.. ابتعاد النار عن الجنة

واحنا زي النُّظُم.. خطبة.. وقفِّلنا

ونرجعوا للبيوت تاني بنتمنظر...

الطيارات بالدانات والشاشة بالمنظر..

وإحنا لا حوله ولا يعذرنا من أنذر

ولا في عرق اتنفض فينا ولا أَنَّه

آدي العراق القريب م القلب راح منا

بعيد بعيد.. ابتعاد النار عن الجنة

خلاص نسينا النضال.. اليوم نقول بغداد

وبكره حنقول كذا.. وبعده ياما بلاد

واحنا كما المربوطين.. في أوتد الأوتاد

الشهدا بيموتوا يومياً قصاد العين..

من تحت عينيك عيون شايفانا يا فلسطين

أميرة إنتي ما بتلوميناش.. تلومي مين؟

ما ظنش اللي شبهنا تجوز لهم رحمة

إذا بدم البلاد... بيلونوا الأعياد

خلاص نسينا النضال.. اليوم نقول بغداد

وبكره حنقول كذا.. وبعده ياما بلاد

قمر يافا... للشاعر / عبد الرحمن الأبنودي

لسه ما شبعتش طوافة

ياللي بتطوف من سنين

لسه ما كرهت الليالي ؟

لسه ما شبعتش مشاهدة.. ؟

يا قمر .. حالك .. كحالي..

ضيعونا .. بالمعاهدة

***

يا قمر .. هدوا قبورنا

واستباحوا اللي ف صدورنا

دمروا قلوبنا ودورنا

حقنا أصبح خرافة

وضعت يا بلدي الأمين

يا قمر .. تصعد في "يافا"

تترمي في "ير ياسين"

***

ع الزاتون والبرتقالة

ارمي ضياتك أمانة

احنا يكرهنا اللي خاين

واحنا .. تكرهنا الخيانة

يا قمر..

وغيوم بتحجب

دمنا .. لما يسرسب

دنيا .. تحترم اللي يغلب

حتى لو شيطان لعين.

يا قمر

بشَّر في "يافا" واتصلب في "دير ياسين".

***

يا صبور .. الصبر واعر

للدماغ.. وللمشاعر

قلبي ندل وحزنه داعر

ليتني ما كنت شاعر

كنت أفلت م الكمين

صرختي بتموت في همسي

ليتني ما غادرت أمسي

ليتني ما صاحبت نفسي

ليتني ضميت خوامسي

يوم ما أقسمت اليمين

يا قمر عاشني في "يافا"

واتقتلنا في "دير ياسين"

يا قمر..

خدته ليافا..

خدني هوه.. لدير ياسين

السبت، 30 يوليو 2011

البراجماتية...

إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي

التعريف :


الذرائعية مذهب(*) فلسفي اجتماعي يقول بأن الحقيقة توجد في جملة التجربة الإنسانية: لا في الفكر النظري البعيد عن الواقع. وأن المعرفة آلة أو وظيفة في خدمة مطالب الحياة، وأن صدق قضية ما : هو في كونها مفيدة للناس، وأن الفكر في طبيعته غائي.


وقد أصبحت الذرائعية طابعاً مميزاً للسياسة الأمريكية وفلسفة الأعمال الأمريكية كذلك، لأنها تجعل الفائدة العملية معياراً للتقدم بغض النظر عن المحتوى الفكري أو الأخلاقي أو العقائدي.


التأسيس وأبرز الشخصيات:


نشأت الذرائعية (البرجماتية) كمذهب عملي في الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية القرن العشرين: وقد وجدت في النظام الرأسمالي الحر الذي يقوم على المنافسة الفردية، خير تربة للنمو الازدهار.


ومن أبرز رموز المذهب وأغلبهم من الأمريكيين:


تشارلس بيرس 1839 – 1914م ويعد مبتكر كلمة البرجماتية في الفلسفة المعاصرة. عمل محاضراً في جامعة هارفارد الأمريكية، وكان متأثراً بدارون ووصل إلى مثل آرائه.. وكان أثره عميقاً في الفلاسفة الأمريكيين الذين سنذكرهم فيما يلي:


وليم جيمس 1842 – 1910م وهو عالم نفسي وفيلسوف أمريكي من أصل سويدي بنى مذهب الذرائعية البرجماتية على أصول أفكار بيرس ويؤكد أن العمل والمنفعة هما مقياس صحة الفكرة ودليل صدقها. كان كتابه الأول: مبادئ علم النفس 1890م الذي أكسبه شهرة واسعة ثم توالت كتبه: موجز علم النفس 1892م وإرادة الاعتقاد 1897م وأنواع التجربة الدينية 1902م والبراجماتية 1907م وكون متكثر 1909م يعارض فيه وحدة الوجود. ويؤكد جيمس في كتبه الدينية أن الاعتقاد الديني صحيح لأنه ينظم حياة الناس ويبعث فيهم الطاقة.


جون ديوي 1856 – 1952م فيلسوف أمريكي، تأثر بالفلسفة الذرائعية، وكان له تأثير واسع في المجتمع الأمريكي وغيره من المجتمعات الغربية، إذ كان يعتقد أن الفلسفة(*) مهمة إنسانية قلباً وقالباً وعلينا أن نحكم عليها في ضوء تأثرها الاجتماعي أو الثقافي.


كتب في فلسفة ما بعد الطبيعة (الميتافيزيقا) (*) وفلسفة العلوم والمنطق(*) وعلم النفس وعلم الجمال والدين(*).


وأهم مؤلفاته: دراسات في النظرية المنطقية 1903م، وكيف تفكر 1910 والعقل الخالق 1917م والطبيعة الإنسانية والسلوك 1922م وطلب اليقين 1929م.


شيلر 1864 – 1937م وهو فيلسوف بريطاني، كان صديقاً لوليم جيمس، وتعاطف معه في فلسفة الذرائعية: وقد آثر أن يطلق على آرائه وموقفه: المذهب الإنساني أو المذهب الإرادي(*).


الأفكار والمعتقدات:


من أهم أفكار ومعتقدات المذهب الذرائعي (البرجماتية) ما يلي:


إن أفكار الإنسان وآراءه ذرائع يستعين بها على حفظ بقائه أولاً ثم السير نحو السمو والكمال ثانياً.


إذا تضاربت آراء الإنسان وأفكاره وتعارضت كان أحقها وأصدقها أنفعها وأجداها، والنفع هو الذي تنهض التجربة العملية دليلاً على فائدته.


إن العقل خُلق أداة للحياة ووسيلة لحفظها وكمالها، فليست مهمته تفسير عالم الغيب المجهول، بل يجب أن يتوجه للحياة العملية الواقعية.


الاعتقاد الديني لا يخضع للبيئات العقلية: والتناول التجريبي الوحيد له هو آثاره في حياة الإنسان والمجتمع إذ يؤدي إلى الكمال، بما فيه من تنظيم وحيوية.


النشاط الإنساني له وجهتان: فهو عقل، وهو أداة، ونموه كعقل ينتج العلم، وحين يتحقق كإرادة يتجه نحو الدين(*)، فالصلة بين العلم والدين ترد إلى الصلة بين العقل والإرادة.


تقويم الذرائعية:


تعرضت الذرائعية لانتقادات معينة، وعرضت على أنها تبرير لأخلاقيات رجال الأعمال الأمريكيين.


أما عن فكرة الاعتقاد فمن رأي جيمس "أنها مفيدة لأنها صادقة" و"أنها صادقة لأنها مفيدة". وقد أنكر معظم الدارسين هذه المعادلة إذ أن موقف جيمس يسمح بصدق الفكرة لأنها "مفيدة ونافعة" لشخص ما، ويكذبها لعدم وجودها عند الآخرين.


وهكذا فإن جيمس طرح الحقيقة على أنها لعبة ذاتية للأفكار التي تستهوي الإنسان فائدتها: فيعتقد في صدقها.


إن الذرائعية اندثرت كحركة فكرية فردية، ولكنها كمجموعة أفكار ما زالت تعمل في الفكر البشري.. ومن أهم آثار هذه الأفكار تفسير الفكر والمعنى على أنهما من أشكال السلوك النائي عند الإنسان.


الجذور الفكرية والعقائدية:


إن البرجماتية أو الذرائعية ثورة ضد الفكر النظري البعيد عن الواقع وعن الإنسان خاصة والذي لا يخدم الإنسان في حياته العملية. أما كلمة (برجماتية) فكانت قليلة الاستعمال في اللغة الإنكليزية ولم تكن تستعمل مطلقاً في سياق الحديث الفلسفي، حتى أدخلها الفيلسوف الأمريكي بيرس عام 1878م كقاعدة منطقية: معرفاً البرجماتية بأنها النظرية القائلة: "بأن الفكرة إنما تنحصر فيما نتصوره لها من أثر على مسلك الحياة".


وقد استعار وليم جيمس ورفاقه الذرائعيون هذا المصطلح وأعطوه معاني جديدة وفق ما أوضحناه في أفكار ومعتقدات المذهب. مؤكدين على أن كل شيء حتى الفكر، لا بد أن يفهم في ضوء الغرض الإنساني.


الانتشار ومواقع النفوذ:


تأسس المذهب(*) في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انتقل إلى أوروبا وبريطانيا بشكل خاص.


يتضح مما سبق :


أن الذرائعية أو البراجماتية مذهب فلسفي نفعي يرى أن الحقيقة توجد من خلال الواقع العملي والتجربة الإنسانية، وأن صدق قضية ما يكمن في مدى كونها مفيدة للناس، كما أن أفكار الناس هي مجرد ذرائع يستعين بها الإنسان لحفظ بقائه ثم البحث عن الكمال. وعندما تتضارب الأفكار فإن أصدقها هو الأنفع والأجدى، والعقل لم يخلق لتفسير الغيب المجهول، ولذا فإن الاعتقاد الديني لا يخضع للبينات العقلية. ولما كان نشاط الإنسان يتمثل في العقل والإرادة، وكان العقل(*) ينتج العلم، وحينما يتحقق العلم كإرادة يتجه نحو الدين(*)، لذا فإن الصلة بين العلم والدين ترجع إلى الصلة بين العقل والإرادة. ومخاطر هذا المذهب الفلسفي على العقيدة واضحة جلية فهو مذهب يحبذ إلغاء دور العقل في الإفادة من معطيات النقل أو الوحي(*). وقد رأينا في واقعنا المعاصر كيف أفلست الذرائعية كما أفلست سواها من الفلسفات المادية(*) وعجزت عن إسعاد الإنسان بعدما أدت إلى تأجيج سعار المادية، وأهدرت القيم والأخلاق السامية التي دعت إليها جميع الأديان السماوية.


-----------------------------------------------------------------
مراجع للتوسع :
- الموسوعة الفلسفية المختصرة، ترجمة فؤاد كامل ورفاقه – دار القلم – بيروت.
- معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، د. أحمد زكي بدوي – مكتبة لبنان – بيروت –1982م.
- تاريخ الفلسفة الحديث، يوسف كرم – دار المعارف – القاهرة.
- قصة الفلسفة الحديثة، أحمد أمين وزكي نجيب محمود – مطبعة لجنة التأليف والنشر – القاهرة.

الأرستقراطية...

الأرستقراطية هي تسمية لطبقة اجتماعية تتمتع بالأصول النبيلة في المجتمعات الأوروبيةوينحصر فيها حكم البلاد. وهي كلمة يونانية الأصل وتعني (حكم الأفضل). وهذه الصفة متوارثة حتى هاجمتها الثورة الفرنسية

صارت لفظة الأرستقراطية تشير إلى جميع العوائل الإقطاعية في انجلترا، فرنسا و روسيا وتشير إلى القوة والسلطة وصارت نمطاً من أنماط الحياة في العالم.

تعني أن الحكم يكون بواسطة خير المواطنين (الطبقة الذهبية) لصالح الدولة أي سُلطة خواص الناس، وسياسياً تعني طبقة اجتماعية ذات منزلة عليا تتميز بكونها موضع اعتبار المجتمع، وتتكون من الأعيان الذين وصلوا إلى مراتبهم ودورهم في المجتمع عن طريق الوراثة، واستقرت هذه المراتب على أدوار الطبقات الاجتماعية الأخرى، وكانت طبقة الارستقراطية تتمثل في الأشراف الذين كانوا ضد الملكية في القرون الوسطى ،وعندما ثبتت سلطة الملوك بإقامة الدولة الحديثة تقلصت صلاحية هذه الطبقة السياسية واحتفظت بالامتيازات المنفعية، وتتعارض الأرستقراطية مع الديمقراطية.

مصطلح... اليمين

مناصرو وأتباع التيار اليميني غالبا ما يدعون إلى التدخل في حياة المجتمع للحفاظ على تقاليد المجتمع على النقيض من تيار اليسار الذي يدعو إلى فرض المساواة بين أفراد المجتمع الواحد كما أن الأحزاب اليمينية تنادي بتعزيز وتمتين هيكل النظام الراهن بينما في الجانب المقابل الأجنحة اليسارية تدعو إلى تغيير جذري للأنظمة والقوانين الحالية، ليس شرطا أن يكون اليميني متديناً. أصل الكلمة كان سببه أماكن جلوس أعضاء البرلمان في فترة الثورة الفرنسية حيث كان يجلس في الجانب الأيمن المؤيدون للملكية والارستقراطية.

الجمعة، 29 يوليو 2011

خطوات الى داخل الزنزانة ...قصة القناص المبدع!



خطوات الى داخل الزنزانة
Steps into the cell
_______________
كان أزيز الرصاص قد صمت فجأة في منطقة وادي الحرامية شمال مدينة رام الله، ليرتفع مكانه رجع صدى حشرجات وتوسلات جنود ومستوطنين جرحى عندما ألقى ‘’ثائر’’ نظرة أخيرة لم تخل من عتاب على أشلاء بندقيته العزيزة وهو يستدير بهدوء عائدا إلى منزله في بلدة سلواد المجاورة من دون أن يدرك أن الشظايا وبقية متاع خلفها وراءه ستكون بعد عامين الشاهد الملكي في قضية افترض أن لا شهود عليه فيها.
صباح الاثنين الثالث من مارس/ آذار 2002 استيقظ الشاب ثائر حماد ‘’26 سنة’’ قبل الفجر أو لعله لم ينم ليلته، توضأ وأدى صلاة الفجر وتناول نسخة المصحف التي يحب.. وفي الخارج ارتدى بزة عسكرية لم يسبق وشوهد يرتديها وتمنطق بأمشاط الرصاص وامتشق بندقية الـ ‘’أم ‘’1 أميركية قديمة من زمن الحرب العالمية الثانية وتفقد عتاده المكون من 70 رصاصة خاصة بهذا الطراز القديم من البنادق.
امتطى ثائر مع انبلاج الصبح صهوة جواده وانطلق به مثل فارس جوال من العصور الوسطى يسابق خيوط الشمس إلى جبل الباطن إلى الغرب من بلدة سلواد في مسالك جبلية وعرة بدا انه كما الجواد يحفظها وصل إلى المكان الذي سبق له وعاينه غير مرة فترجل.. وترك للجواد عنانه يمضي حيث أراد، فالفارس قرر الاستشهاد وأطلق جواده.
في الأسفل حيث تخلت سفوح تلال سلواد الوعرة عن انحدارها وبعض خضرة حقولها لتحتضن سواد إسفلت شارع رام الله – نابلس الملتوي مع مسار الوادي ومن موقعه كان بوسع ثائر رؤية المكان بكل تفاصيله.. كانت قطرات الندى لا تزال ترصع الأعشاب والأوراق الغضة في منظر بديع رآه بعينيه نصف المفتوحة على الفوهة المسددة بثبات ومعها رأى الحاجز العسكري بجنوده ومكوناته التي تشوه المكان.
ومن موقع هيأته له يد الطبيعة ركز ثائر البندقية من جذع زيتونة اتخذها ساترا يحميه ويواريه عن الأنظار بعد أن تحسس بندقيته بأصابعه كمن يداعبها وتفقد جاهزيتها لآخر مرة وأطمأن أن المخازن الثلاثة ذات سعة الثمانية رصاصات محشوة بها وتفحص باقي الرصاصات واخذ يراقب ويستعد بانتظار ساعة الصفر التي بدا انه حددها لنفسه. من زنزانته التي انعم عليه فيها القائد الأسير النائب مروان البرغوثي يلقب أمير كتائب شهداء الأقصى يسرد الفتى الجسور اليوم أدق تفاصيل العملية العسكرية التي اعتبرتها إسرائيل أخطر عملية نوعية تنفذها المقاومة أثناء انتفاضة الأقصى والتي لا يزال الشعب الفلسطيني يتغنى بها في كل مناسبة.
كانت الساعة قرابة الرابعة صباحا عندما انطلق ثائر نحو هدفه وكان جنود الحاجز الذي يذيق أبناء المنطقة ألوان الإذلال والقهر وروح خاله الشهيد الذي اغتيل بدم بارد وصرخات الأبرياء تحثه وتدفعه إلى القيام بعمل نوعي يشفي غليله ويلقن العدو درسا. كان يتطلع إلى عملية فدائية أخيرة لأنه توقع ان ينال الشهادة فيها وفق ما أسر به إلى شقيقه في الأسر.
أمضى ثائر نحو ساعتين يراقب ويخطط بعناية طول المسافة التي تبعده عن هدفه بين 120 – 150 مترا هوائيا إلى الشرق منه ومع اشارة عقارب ساعة يده إلى السادسة أطلق رصاصته الأولى. كان ثلاثة جنود يحرسون الحاجز سدد على الأول فاستقرت الرصاصة في جبهته وخرّ مع صدى صوت الرصاصة.. كَبَرتْ يقول ثائر ولاحقت الثاني بفوهة البندقية وعاجلته برصاصة واحدة استقرت في القلب كَبَرتْ وزادت ثقتي بنفسي وفعل بندقيتي وأرديت الثالث برصاصة أخرى.
أعتقد ان ثلاثتهم خروا صرعى وعندما خرج جنديان آخران من الغرفة المجاورة مذعورين يحاولون استطلاع الأمر لم أجد صعوبة في إلحاقهما لمن سبقهم إلى مصرعه ومن داخل الغرفة ذاتها رأيت سادسا كان يصرخ مثل مجنون أصابه مس المفاجأة كان ينادي بالعربية والعبرية ان انصرفوا وهو يدور في الداخل كان سلاحه بيده ولم يطلق في تلك اللحظة الرصاص، لاح لي رأسه من النافذة الصغيرة أطلقت عليه وانقطع الصوت وساد سكون الموت منطقة الحاجز برهة. أعتقد أنني عالجت أمر الوردية بست رصاصات. وفجأة وصلت إلى المكان سيارة مدنية إسرائيلية ترجل منها مستوطنان اثنان صوب الأول سلاحه وقبل ان يتمكن من الضغط على الزناد كان تلقى رصاصة وسقط صاحبه إلى جواره مع ضغط الزناد التالي.
مضت ربما دقيقتان يقدر ثائر قبل ان تصل سيارة جيب عسكرية اعتقد ثائر أنها وصلت بهدف تبديل الوردية وما ان اتضح للضابط ومجموعته الأمر حتى ترجلوا وتفرقوا واخذوا يطلقون الرصاص على غير هدى في كل اتجاه. وتابع ‘’هذا الوضع والفوضى في الأسفل ساعدني في معالجة أمرهم وسقطوا بين صريع وجريح بالتزامن مع وصول سيارة أخرى للمستوطنين وشاحنة عربية أجبر سائقها على الترجل حيث تمكنت من إصابة المستوطنين إلى جانبه من دون ان أمسه هو بأذى.
ويتذكر ثائر الذي يقضي حكما بالسجن 11 مؤبدا كيف وصلت مركبة مدنية إسرائيلية لاحظ ان بداخلها امرأة إسرائيلية مع أطفالها ويقول ‘’كانت في نطاق الهدف.. ولكنني امتنعت عن التصويب باتجاهها بل صرخت فيها بالعربية والعبرية ان انصرفي خذي أطفالك وعودي ويذكر انه لوح لها أيضا بيده طالبا منها الابتعاد.. فانا لست قاتلا’’ يقول من اعتقدته إسرائيل قناصا شيشانيا مخضرما ومحترفا وكل ما أردته ان اجبر هؤلاء القتلة الذين يمعنون في قهر وإذلال العباد على الحواجز ويتلذذون بقتل الأبرياء من دون سبب على دفع فاتورة الحساب.
بالنسبة لثائر الذي سطر ملحمة وادي عيون الحرامية وبات قناصها فان الرياح لم تجر كما تشتهي سفينته ففي تلك اللحظة انفجرت بندقيته العزيزة بين يديه وتناثرت أشلاء في المكان ما اجبره على إنهاء المعركة بطريقة مغايرة لما خطط لها، كان قد أطلق بين 24 و26 رصاصة فقط من عتاده المكون من 70 رصاصة يعتقد أنها جميعا استقرت في أجساد هدفه حيث قتل 11 جنديا ومستوطنا وأصاب تسعة آخرين.
برؤية الواثق وهدوئه اتخذ ثائر قرار الانسحاب صعودا في طريق العودة إلى المنزل كان ذلك نحو الساعة السابعة والنصف صباحاً عندما دلف إلى بيته وأسرع لأخذ حمام ساخن وخلد إلى الفراش فأخذ قسطا من النوم قبل ان يوقظه صوت شقيقه يحثه على الإسراع لتحضير جنازة قريب لهما توفي.
وترافقا في العمل في القيام بواجب العزاء، كل شيء كان طبيعيا ولم يبد على ثائر أية مظاهر غير معروفة عنه حتى عندما بدأت الأنباء عن العملية تتردد في القرية بكل ما رافقها من إشاعات عن ان رجلاً مسناً هو القناص الفذ الذي نفذ العملية التي يؤكد ثائر ان أحدا لم يساعده في تنفيذها أو يعلم بسرها لكن مصادر تشير انه أشرك احد أشقائه الخمسة في سره. كان ثائر على أية حال سعيدا ومرتاحاً على غير العادة في الأيام الأخيرة ربما كان فخورا بأنه فرض سيطرة كاملة على عدو مدجج يثير الرهبة والفزع اينما حل ولكنه امامه كان يطلب السلامة.
ومع اتضاح حجم العملية التي أذهلت قادة وجنرالات جيش الاحتلال فرضت قوات الاحتلال طوقا حول بلدة سلواد ونفذت حملة تمشيط بحثا عن المنفذين المحتملين وأعتقل ثائر وأفرج عنه بعد 3 أيام.. ربما لم يدر في خلد المحققين ان هذا الفتى ابن الثانية والعشرين هو المنفذ الذي رسمت له مخابرات الاحتلال صورة بأنه رجل كبير في السن عززه وجود لفافات من التبغ ‘’العربي’’ الذي يدخنه كبار السن عادة بعد إعداده بأيديهم. إضافة إلى دقة القنص ببندقية قديمة التي عززت الاعتقاد بأن المنفذ قناص محترف ربما تدرب في ساحات قتال سابقة لدرجة اعتقد انه قناص قادم من الشيشان.. كان الإفراج عنه عزز في نفس ثائر الثقة بأنه في مأمن وأخذ يردد في كل مجلس يرتاده حكاية القناص العجوز الذي كان يقول انه ربما انتقل إلى جوار ربه ولن يقع في يد الاحتلال. فيما كان في قرارة نفسه يطرب لسماع هتافات المتظاهرين في عموم فلسطين تشيد بالقناص وأفعاله وهم يرددون بالعامية ‘’ودينا واحد قناص على عيون الحرامية، وسطحهم بالرصاص والبارودة امريكية’’.
مضى نحو 30 شهرا على العملية عندما تسلمت عائلة ثائر أمرا من المخابرات يطالب ثائر بمراجعتها ولكنه لم يراجع كان ذلك قبل أسبوع من مداهمة منزله واعتقاله فجر يوم 2/10/2004 يومها بدا واثقا من نفسه وطمأن والدته والعائلة بأنه سيخرج بعد أيام قليلة لأنه لم يفعل شيئا يوجب اعتقاله ولا شيء ضده.
لم يطل المقام عندما نشرت صحف عبرية صبيحة 6/10/2004 نبأ إلقاء القبض على قناص وادي عيون الحرامية وانه ثائر حماد وفي اليوم ذاته تم إحضار ثائر إلى الموقع لإعادة تمثيل العملية. الخبر واعتراف ثائر كان بمثابة الصدمة للاحتلال الذي استبعد وشكك في الاعتراف قبل ان يتأكد من بصمة وجدها على سكين فواكه وبقايا البندقية كان تركها ثائر في موقع العملية وعلى العائلة التي كانت في حالة من الذهول بين التصديق والتكذيب.
على رغم كون العملية نوعية وهزت صورة جيش الاحتلال وأصابت مهنيته في مقتل اخضع ثائر لتحقيق قصير لم يزد عن 50 ساعة وذكر لأشقائه انه لم يتعرض خلالها إلى تعذيب جسدي أو نفسي يذكر بل ان جنودا وضباطا ادوا له تحية عسكرية متى دخلوا عليه تقديرا لمهنيته. ترافق اعتقال ثائر اعتقال ثلاثة من أشقائه هم نضال وأكرم وعبد القادر الذي اعتقل قبله بعشرة أيام فيما ترافق اعتقال الآخرين مع الكشف عن العملية.
في سلواد وقع الخبر مثل صاعقة على العائلة أصيبت الأم والجدة بجلطات وابلغت العائلة بنية سلطات الاحتلال هدم المنزل وطلبت اخلاءه فيما أصر والد ثائر على البقاء فيه نحو 7 أشهر في محاولة يائسة لإنقاذه من دون أثاث في حالة ترقب وقلق اتت على اعصابهما.
في منتصف شهر رمضان من عام 2004 فوجئت الأم المفجوعة بغياب أولادها بثائر يدلف إلى الداخل يرافقه عدد كبير من الجنود كانت الساعة تشير إلى ما بعد انتصاف الليل عندما تقدم ضابط من الوالدة بنت الـ 55 واخذوا يستجوبها وهو يقول أنت أنجبت عساكر مثل ثائر الذي قتل 13 إسرائيليا، استطاعت الوالدة ان تميز وجه ثائر المقيد بالسلاسل واستطاعت الوالدة ان تضمه إلى صدرها وهي تجهش بالبكاء فيما كان هو يهدئ من روعها بقوله أنت أم أبطال لا تجزعي فلسطين غاليةياأمي وتستحق أكثر بكثير مما قمنا به، كان ثائر قد احتال على المحققين بصورة ذكية ليعيدوه إلى بيته بذريعة انه يريد إرشادهم إلى أسلحة لكنه في الواقع كان يريد رؤية وجه والدته فهو توقع انه ربما لن يكون بمقدوره رؤيتها مرة أخرى.
ومن المنزل اعيد ثائر إلى سجن عسقلان وبعد يومين فوجئ بدخول شقيقه عبد القادر ولم تمض ساعات حتى انضم إليهما الشقيق الثالث أكرم وكانت وجوه الاشقاء قد تغيرت لدرجة لم يعرف احدهم الآخر للوهلة الأولى بسبب الاعتقال والتعذيب ولكنها لحظات لن تنسى.
قال أكرم عنها وتابع: خطوت إلى داخل الزنزانة وانا أتفرس الوجوه كان قد مضى شهران على اعتقالي ولم أتعرف على أخي في تلك اللحظة كان ذقنه طويلا وكذلك شعره كما الأخ الثاني بل تعرفا هما علي وأسرعا نحوي بايد مفتوحة كانت لحظة تاريخية جميلة بحق. ولم يطل بنا المقام في الزنزانة معا بسبب التنقلات.
وفي كل مرة كنا نستقبل مجددا بكل حفاوة واحترام وكان الأسرى فرحين بوجود ثائر بينهم، بعد أسبوع من اللقاء أخرجنا من الزنازين إلى السجن المركزي وفيه مكثنا ثلاثتنا معا لمدة شهرين في الغرفة ذاتها وقص خلالها ثائر تفاصيل حكايته الطويلة وبعد شهرين نقل إلى سجن ‘’ايشل’’ المركزي ووضع في قسم العزل رقم 4 وفيه التقى القائد مروان البرغوثي ومكث معه في الزنزانة فترة طويلة انعم عليه البرغوثي خلالها بلقب أمير كتائب شهداء الأقصى. ومنه بدأت رحلة ثائر مع المحكمة التي اجريت له في محكمة عوفر العسكرية جنوب غرب رام الله، والتي عقدت للنظر في القضية ولائحة الاتهام ضده أكثر من 30 جلسة انتهت بالحكم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة، كان ثائر في المحكمة فخورا ويتمتع بمعنويات عالية وهو يسمع الحكم خصوصاً وهو يرى آثار العار الذي ألحقه بقادة وجيش الاحتلال. فيما كانت المستوطنة التي رفض إطلاق النار عليها يوم العملية تتظاهر مع آخرين لأجله في الخارج.
كان ثائر في قاعة المحكمة سعيدا برؤية وجه والدته وزادت سعادته واعتزازه وهو يرى الوالدة تحتضن لائحة الاتهام التي قدمها لها المحامي جميل الخطيب للتو وتقبلها وعينها الأخرى تراقب فلذة الكبد يجري سحبه مقيدا من دون ان تتمكن من توديعه قبل ان يزج به في سجن ‘’اوهلي كيدار’’ في بئر السبع حيث يحتجز إلى الآن.

ويتابع أكرم ‘’بات أخي يعرف بين الأصحاب انه بارع في القنص لدرجة انه درب عددا منهم على هذه المهارة كانوا يفعلون ذلك خلسة ولكن ذلك ربما هو من فتح العيون مجددا عليه وربطه بالعملية ويؤكد انه لم يسبق ان علم بهذه القصة سوى في الزنزانة التي جمعتهما’’.
ويرفض أكرم وهو يروي تفاصيل القصة الربط بين اعتقال شقيقه عبد القادر 22 عاما والحكم عليه بالسجن 11 عاما واعتقال ثائر مشيرا انه اعتقل على خلفية عمليات إطلاق نار باتجاه جنود الاحتلال ومستوطنيه على الشارع الالتفافي حيث اشتهر بلقب صقر الالتفافي.
أما أكرم نفسه فقد اعتقل وحكم عليه بالسجن 14 شهرا بتهمة الانتماء إلى تنظيم سياسي إلى جانب حكم مع وقف التنفيذ بالسجن 5 سنوات. فيما حكم على الأخ الأكبر نضال بالسجن 10 شهور بسبب حيازة بندقية صيد .

تحية لك يا ثائر تحية خاصة مني

الخميس، 28 يوليو 2011

عند سياج الصبر...





هناك...
عندسياج.. الصبر
والهواء العليل...
تتدفق في أذني
زقزقات العصافير
مختلطة بتيار الهواء الشرقي
وصياح الديك الطاعن في السن
وتغريد الطيور الصغيرة
ولمعان المستنقع الصغير
ورائحة النباتات النائمة في حضن الشمس
وصوت "سالم" يركل "طابتة"
وثغاء نعجة الجيران
ودخان فرن العجوز
كل هذا .. وأنا أحاول
الأقتراب الى بهائك
كفراشة يجتذبها ضياؤك
غير أني أخشى الأحتراق
وفي آخر الليل
عندما أكون وحيدا
أغلق عينيّ..لأرى صورتك
ياوطني
فأركع ليلمس دمي الحار
ترابك الذهبي
وأشعر بنبض القرب في أحشائك
وأذوب فيك مرتين... وأكثر
كيف يمكنني أن أظهر لك انتمائي؟
كيف يمكنني جعل هذا.....حقيقة؟
أنا أبحث عن كلماتي في الأحباط المبهم
وأحاول تفسير بعض المفسر
ولكن كيف واللغات عاجزة؟
ولكن كيف والكلمات لاتكفي؟
وأذا كان الحب نار وشوق
وزمان مستهلك من غير أرادتي
كما هي جذور الصبر ضاربة
في الأعماق
هكذا حب الوطن
في فؤادي ينبض...دوما..

أمي شجعتني على الجهاد في فلسطين …أسامة سليمان المصري


أمي شجعتني على الجهاد في فلسطين …أسامة سليمان المصري

أمي شجعتني على الجهاد في فلسطين

الشاب المصري أسامة سليمان ترك تجارته ليلتحق بالجهاد في فلسطين

رفح –خاص

” كنت دائم التفكير بالجهاد في فلسطين وفي كيفية الوصول إليها رغم عدم معرفتي بالطريق إليها وكنت دائم السؤال عنها وجمعت الكتب والخرائط التي تتحدث عنها وقررت الوصول إليها وشجعتني أمي على ذلك حباً في الجهاد والشهادة ومشاركة إخواني الفلسطينيين حربهم ضد الاحتلال .

بهذه الكلمات الموجزة لخص الشاب أسامة سليمان الملقب أبو حمزة 22 عاما قصته في الوصول إلى فلسطين .

أسامة ابن محافظة المنصور الدقهلية والذي يعمل تاجر قماش ترك تجارته و أبى إلا أن يحلق بركب المجاهدين في فلسطين .

يقول أسامة أول ما عرفت الطريق جمعت كل تجارتي و أعطيتها لوالدتي التي شجعتني على الذهاب إلى فلسطين وهي التي زرعت حب الجهاد في قلبي وقلب أخي الصغير حمادة 15 عاماً والذي اصطحبني في رحلتي وكان له دور كبير في دخولي إلى هنا .

أسامة ترك والدته و إخوانه الستة وهو الكبير فيهم واصطحب أخوه حمادة في رحلة الجهاد و الاستشهاد إلى فلسطين وترك والدته المسنة والتي كانت تريد مصاحبته في رحلته ولكنها لم تستطع ترك أطفالها خلفها .

أسامة الحاصل على دبلوم صنائع ترك مقعده في معهد إعداد الدعاة والدروس الدينية والخطب والمواعظ ليلتحق بركب المجاهدين .

وعن رحلته يحدثنا أسامة ويقول ” ناس كثير في مصر يتحدثون عن الجهاد في فلسطين وتركتهم يبكون لأنهم لا يستطيعون العبور إلى هنا و أنا والحمد لله كانت والدتي تشجعني على حب الجهاد وصلاة الفجر في المسجد وكانت تدعو لي بالشهادة دوما وتحثني على تعلم الدروس الدينية .

وعن كيفية الوصول إلى فلسطين قال أسامة كانت رحلة شاقة وصعبة ركبت القطار من المنصور إلى الزقازيق ومنها إلى القنطرة وبعدها ركبت في سيارة وسألوني عن البطاقة في نقطة التفتيش قرب العريش ولكن الحمد لله ربنا سترها معنا واتجهت إلى رفح ووصلت رفح المصرية بعد صلاة الظهر وذهبت إلى بوابة صلاح الدين ووجدت العساكر المصريين يمنعون أي شخص من الاقتراب وبعد ذلك اتجهت إلى كروم اللوز و البيارات شرق رفح و اختبأت وسط الأشجار أنا و أخي حمادة وعدينا من فتحة من السلك ونجحنا في عبور أربعة أسلاك شائكة ولكنها كانت لحظات رهيبة حيث أخذ برج المراقبة يدقق نحونا وافترقت عن أخي و اختبأت بجوار الجدار الأسمنتي لأحمي نفسي وبعد انقطاع إطلاق النار ركضت باتجاه الأرض الفلسطينية وفكرت حينها أن أخي استشهد برصاص الاحتلال و حينها تقدمت دبابة صهيونية تجاه أخي ولكنها لم تراه فأطلقت قذيفة نارية على المكان ولكن لم يصب أخي وبعدها أخذ الأشبال والشباب الفلسطينيين بضرب الأكواع “القنابل المصنعة محليا ” على الدبابة و أخي مختبئ وسط أكوام القش والنباتات وبعد انسحاب الدبابة ركضت باتجاه أحد المنازل ووجدت شخصا وسألته إن كان فلسطينيا أم صهيونيا و أخذت تدابيري واستعدادي لقتله إن كان صهيونيا وعندما عرفته فلسطينيا أخبرته بأنني شاب مصري وطلبت منه أن نقوم بإحضار جثمان أخي الشهيد ظنًا مني أنه استشهد وعندما ذهبنا إلى المكان لم أجده فلقد ركض باتجاه آخر واصطحبه الشباب الفلسطينيين إلى مكان آمن وعندما وجدته حيا يرزق سجدت شكرا لله وعلمت أن أرض فلسطين أرض رباط إلى يوم الدين .

أسامة الذي مكث عدة شهور بين إخوانه الفلسطينيين ولا زال لا يخفي شعوره تجاههم ويقول الشعب الفلسطيني كريم جدا استضافني بكل حب وأخوة وشعب يحب الجهاد والشهادة ووجدت رفح تقدم كل يوم ثلاثة و أربعة شهداء ولكنني فوجئت عندما شاهدت بأم عيني أن مدينة رفح وخانيونس محاطتان بسلسلة من المستوطنات اليهودية و الأبراج والمواقع العسكرية ووجدت نفسي مقيداً لا أستطيع الحركة .

ويشير أسامة كنت أتمنى أول ما أدخل لفلسطين أن أصلى في المسجد الأقصى ولكني وجدته أسيراً محاطا بمئات الآلاف من الجنود الصهاينة وصعب الوصول إليه والغريب الذي لمسته أن معظم الشعب الفلسطيني لا يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى بل الأدهي من ذلك كله أنهم لم يروه أصلا في حياتهم من كثرة الحواجز والقيود .

وأدعو كافة الاخوة العرب والمسلمين إلى الجهاد وتحرير القدس الأسير و أدعوهم إلى دعم إخوانهم الفلسطينيين بالسلاح لأنهم لا يملكون السلاح ولو أنهم يملكون السلاح لاستطاعوا تحرير كل فلسطين من أيدي الاحتلال الغاصب.

المصدر:
http://www.palestine-info.info/arabic/feda/osama_solayman.htm

في الطريق....



بينما أنا وصديق لي في الطريق.. وقد استغرقنا في الحديث عما يشغل بالنا وبال الجميع هذه الأيام ، نتفق على نقطة، ونختلف على نقاط كثيرة ، وكان صديقي هو من يقود السيارة .. وأذ به يتوقف فجأة عن الحديث ، وأذ بي أسمع منبه سيارة ضخمة من خلفنا وقد أطلق له قائدها العنان ،يستحثنا لكي نفسح له الطريق بالرغم من أنا نسير بالسرعة المسموح بها من ناحية ومن ناحية أخرى كان الطريق شبه مزدحم.. وبالرغم من علم صاحبنا قائد السيارة الكبيرة (التريلا) بأن السيارة التي نستقلهاكانت صغيرة ، و؟أنه كان الأولى بنا نحن أن نسرع لو سمحت ظروف الطريق ألا أنه أصر على أن يتجاوزنا.. فرجوت صديقي أن يفسح له المجال. ويتركه يمضي.. لكي نستريح ما سببه لنا منبه سيارته من صداع ،ففعل صديقي. وانتحى الي اليمين ومرت تلك السيارة من جوارنا . وأذ بصديقي يقهقه بأعلى صوته قائلا.: سبحان الله ! أرأيت حمولته؟ فأجبته نعم وما الغرابة في ذلك ؟. حجرين كبيرين (قطعتان من اصخر) ربما تزن كل قطعةعشرة أطنان . قال أعلم أنه لاغرابة في ذلك ولكن ، هل في رأيك أن السائق يريد أن يصل بسرعة الى وجهته ليستريخ من ثقل الحجرين أم لحصول على أجرته؟
فأجبته :ربما للسببين.
فتساءل صديقي: أمن أجل ذلك يزاحم الناس وربما يتسب في حوادث مرورية خطيرة..؟؟!
فأجبته: أن هذا السائق ياعزيزي يدرك قيمة الوقت، ويدرك أننا لو أحسنا استغلال وقتنا بالأستغفار، وطاعة الخالق ، لتخلصنا من الأحمال التي نحملها من الذنوب واسترحنا منها ، ونلنا أجرنا على عمل الحسنات...
كل عام وأنتم بخير.!

تقرير بمشاركة سيئة

الأربعاء، 27 يوليو 2011

عندما يتحد الأخوة..




تنويه:
*هذه القصة خيالية، مكانا وزمانا وأشخاصا.. والأسماء التي وردت فيها لأشخاص من نسج الخيال..
* بعض الجمل والعبارات الحوارية تقرأ بلهجة " أهل خزاعة"
.لذلك وجب التنويه! ( الكاتب)
********

كالعادة فتح الباب الخارجي لبيته ، وقد تأهب لصلاة الفجر.. يصلح أكمام ثوبه بعد أن كان قد شمرها للوضوء ،وهو يردد : بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله الا الله، أصبحنا وأصبح الملك لله .. الى آخر الدعاء الذي اعتاد أن يردده عند خروجه لصلاة الفجر يوميا... وبالرغم من وجود مسجد صغير بجوار بيته .. الا أنه تعود أن يصلي في الجامع الكبير والذي يبعد عنه حوالي عشر دقائق مشيا ،ابتغاء أن يكتب له أجر ممشاه الى الجامع..فكان أول من يصل من المصلين .. يؤدى ركعتين تحية المسجد ومن ثم ركعتي السنة ويدعو ماشاء الله له أن يدعو ، ويتناول المصحف الذي اعتاد أن يقرأ فيه .. ويبدأ يقرأ القرآن بصوت ندي يدعو الى الخشوع.. وبعد أن يفرغ من الصلاة يعود أدراجه الى البيت ... حيث كان من عادته أن يشعل بعض الحطب.. ليحضر لنفسه بعض الشاي ويسخن له رغيف من الخبز ليتناول أفطاره المفضل وهو عبارة عن السلطة الغزاوية بالكشك والفلفل وزيت الزيتون وبعض الزعتر أو "الدقة" .. وكان يحرص على وجود جهاز الراديو الصغير بجانبه .. فيتناول أفطاره وهو يستمع الى نشرات الأخبار .. فيتنقل من محطة الى أخرى .. وكلما انتهت نشرة أخبار من محطة بحث عن محطة أخرى .. وهكذا .. وكأنه كان ينتظر خبرا ما ...وبينما هو كذلك فأذ بزوجته قادمة اليه .. فحيته قائلة : الله يصبحك بالخير يابو"محمود" فرد عليها التحية بأحسن منها ... فجلست تصلح من شأن النار بعود التقطته من جوار "الكانون"
فسألها: ألم يذهب محمود لصلاة الفجر؟!
فأجابت : محمود لم يعد للبيت منذ أن خرج حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا .. فاستطرد متسائلا: ولم يعد لغاية الآن ؟! فأجابت : لم يعد بعد ..أنت تعلم أنه ربما التقى ببعض أصدقائه فأخذهم الحديث .. أو أن صديقا له دعاه لتناول طعام الأفطار معه.. وأضافت: شباب ياأبا محمود .. شباب!!
فاستطرد أبو محمود: أدري أنهم شباب .. الله يسترها معاهم .. ويكف عنهم شر أولاد الحرام..
نظر أبو محمود في ساعة يده.. فأذ هي موعد نشرة أخبار أذاعة "صوت أسرائيل" فاستدار بسرعة وحول مؤشر المذياع لتلك الأذاعة لكي يستمع الى نشرة الأخبار.. مشيرا بيده الى زوجته أن لاتتكلم .. فأذ بالمذيع يقول :
صوت اسرائيل من أورشليم القدس .. اليكم نشرة الأخبار...
"تعرضت دورية لجيش الدفاع الى كمين مزدوج نصبه جماعة من المتسللين داخل الخط الأخضر بعد أن تمكنوا من قص السياج الأمني شرق خانيونس .. واشتبكت قواتنا مع أفراد هذا الكمين .. وما زالت الأشتباكات مستمرة لحين أعداد هذا البيان.. وصرح الناطق العسكري بأن هذا الكمين مكون من عدة كمائن ولم نتمكن من معرفة عدد الأفراد المشتركين فيه.. وأن هؤلاء الأفراد مسلحون بأحدث أنواع الأسلحة والقنابل.. وأفاد الناطق .. أن هناك بعض الأصابات في جانب أفراد الدورية ولم تعرف الخسائر التي لحقت بالمتسللين...!وسنوافيكم بالتفاصيل في حين توفرها.."
***
أغلق أبو محمود المذياع.. وشرد ذهنه الى حيث البعيد.. وأذ بصوت جاره" أبو ابراهيم" يتنحنح.. وهو يقول : يابو محمود.. ياعرب .. يريد التنبيه بقدومه ... فأشار أبو محمود لزوجته أن تذهب .. أجاب : أهلا يا بو ابراهيم ... تفضل ... تعال... فسلم أبو ابراهيم وجلس ... فبادر بسؤال أبو محمود: سمعت ياخوي يابو محمود ايش اللي صار؟؟!
فأجاب أبو محمود : أي والله سمعت .. وربك يستر .. الله ينصر المرابطين والمجاهدين..
فقال أبو ابراهيم: اللهم آمين... آمين .. والله باين ياخوي يابو محمود أنها عملية كبيرة!!
فأجاب أبو محمود: الأخبار بتقول : أن الكمين داخل الحدود ... قاموا بقص السلك ودخلوا مسافة مش بسيطة وفاجأوا اليهود من ناحية الشرق .. وهذا لم يتوقعه اليهود..
فقال أبو ابراهيم: والله ياخوي يابو محمود انشغل بالي ... ابني ابراهيم طلع من البيت حوالي الساعة أحدى عشر في الليل ولم يعد لغاية هذه الساعة .. وانت عارف ابني ابراهيم أحيانا بيكون مع المرابطين.. والله عندي احساس انه "معاهم" ..
فرد عليه أبو محمود: يريد أن يطمئن أبو ابراهيم: يارجل وحد الله... تلاقيه راح له مشوار مع أصحابه .... والله حتى ابني محمود صار له طالع من الساعة أحدى عشر أيضا .. وهاي الساعة قربت على الثمانية صباحا وما رجع..
لم يدر في خلد أبو محمود أن أحساس جاره كان صادقا.. ولم يدر في خلده أيضا أن أبنه محمود كان من ضمن الكمين ... ولكن من ضمن المجموعة التي كمنت على الجانب الآخر من الحدود "الجانب الغربي" وكانت مهمة هذا الكمين تغطية انسحاب المجموعة التي كمنت ليس داخل الخط الأخضر كما أشار العدو ولكن خارجه غير أنهم قاموا بقص السلك لهدفين .. الأول: زرع لغم في طريق الدورية والثاني أيهام العدو أنه يوجد كمين بالداخل فينشغل بالبحث عنه... لتغطية انسحاب المجموعة بعد تنفيذ العملية وأنزال أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو..
***
أم ابراهيم كانت قد أعقبت زوجها الى بيت أبو محمود ..وأخذت طريقها الى داخل البيت الى حيث أم محمود.. فرحبت أم محمود بها ترحيبا حارا.. ودعتها للجلوس ريثما تحضر بعض الشاي .. ولم تنس أم محمود أن تسألها: هل أفطرت ياأم ابراهيم أم أحضر لك أفطارا..؟ شكرتها أم ابراهيم قائلة : " ومين جايته نفس للأكل في هذه الظروف ياأختي ياأم محمود؟؟!! والله النوم طار من عيني من اللي سمعته الليلة.. فقالت أم محمود : سلميها لله ياأختي ياأم أبراهيم .. هذا مكتوب علينا .. نسيتي أن أحنا في أرض الرباط؟؟!!!
أكملت أم محمود تجهيز الشاي وجاءت به الى حيث أم أبراهيم جالسة.. فصبت لهما كوبين من الشاي وجلسا تتبادلان الحديث.. وكأنهما محللتان عسكريتان..شأنهما شأن كل من يعيش على أرض فلسطين.. حيث جعلت الظروف التي يعيشون فيها والأحداث المتلاحقة من كل فلسطيني سواء شيخ أو شاب ، رجل أو امرأة أو طفل خبراء في التحليل العسكري والسياسي والأقتصادي وكل شؤون الحياة فترى الأطفال يحللون في شتى مجالات الحياة..
****
في هذه الأثناء قررت أم علي الذهاب في هذا الوقت المبكر لأم محمود:
كان القلق واضحا في وجه أم علي الشاحب من طول السهر ، والتفكير في كثير من التصرفات الغامضة لابنها "علي" في الأيام الأخيرة .. فكان دائم الترقب .. وكأنه ينتظر شيئا ما أو ينتظر خبرا غير طبيعي .. ولطالما لاحظته عندما كان يرن جرس جواله يسرع ليبتعد قليلا عمن حوله أو يتنحى عنهم عندما كان يرد على أي مكالمة تأتيه .. وكان يحرص أن يتكلم بصوت منخفض لكيلا يسمع من بجواره وكثيرا ماكان يختم مكالمته بعبارة " ربنا يسهل"
وصلت أم علي الى بيت أبي محمود ولاحظت تجمع " ابو أبراهيم وأبو محمود " وقد بدا القلق يعتري وجهيهما ويتكلمان بصوت منخفض وكأنه "همس" فألقت عليهما التحية وأخذت طريقها الى داخل البيت حيث تجلسان "أم محمود وأم ابراهيم "وقد انهمكتا في حديث ، وكأنه تخمين لما يكون قد حدث في الليلة الماضية ... فألقت عليهن التحية ولم تنتظر لسماع الرد بل بادرت بالسؤال: " سمعتي ياختي يام محمود - الطخ- اللي الليلة اللي فاتت"؟؟! والله طول الليل ماجاني نوم .. فردت أم أبراهيم: هو في حد ماسمعه ؟؟والله " امبين على وجهكي قلة النوم " بس وين هذا الطخ..؟؟!!
أجابت عنها أم محمود: والله اليوم في نشرة الأخبار قالوا أن دورية اسرائيلية تعرضت لكمين بيقولوا مزدوج .. أضافت أم علي:" وحتى بيقولوا أنه توجد أصابات في صفوف الدورية .. وأنا جاية في الطريق.. سمعت الناس بيقولوا أنهم شافوا سيارات أسعاف اسرائيلية على الحدود وطيارة هليو كبتر نزلت هناك .. علشان تنقل الجرحى!!"
في هذه الأثناء حضر أبو علي .. لينظم الى المجتمعين ويستفسر عن الأمر...
ها ياجماعة .. ؟؟ ايش الأخبار.؟... والله طول الليل ماجانا نوم من اللي صار على الحدود .. ضرب نار من جميع أنواع الأسلحة .. يبدو أنه اشتباك بين المقاومة ودورية اسرائيلية...
قبل أن أحضر الى هنا سمعت أخبار أذاعة " الشعب" تقول أن عملية نوعية نفذتها المقاومة ضد دورية اسرائيلية .. وأن هناك قتلى وجرحى في الجانب الأسرائيلي...
سأل أبو أبراهيم: من قام بالعملية من فصائل المقاومة؟! أجاب أبو علي : يقولون أنها عملية مشتركة بين جميع الفصائل ولهذا كانت عملية نوعية ناجحة ..
الحقيقة اشي بيرفع الراس .. بارك الله فيهم المقاومين .. كل المقاومين من جميع الفصائل متفاهمين ومتفقين على أن عدونا عدو واحد وهو عدو الجميع وواجب علينا أن نكون يد واحدة لمقاتلته .. هذه هي الأجنحة العسكرية للفصائل ... مش زي القيادات السياسية اللي عمالهم تركوا العدو وطول انهارهم نازلين في بعض على أجهزة الأعلام...
سأل أبو عبد الله ألذي انظم اليهم للتو: وهل توجد اصابات في صفوف المقاومين؟؟ أجاب أبو علي : الى الآن لم يعلن عن أصابات... فقال أبو محمود: ياجماعة عملية مثل هذه لابد أن يكون فيها أصابات ولا يستبعد أن يكون هناك شهداء..!!
فرد الجميع : اللهم سلم المجاهدين وأكتب لهم النصر والتمكين.. وأرجعهم الى أهلهم فائزين ومنتصرين...
في هذه الأثناء وصلت أم رامي لبيت أبو محمود وفي يدها رسالة تسأل عن محمود لكي يبحث عن رامي لأبلاغه ألأمر..
وعندما رآها أبو محمود سألها : خير ياأم رامي ؟؟ أيش الورقة اللي معاكي ؟؟ فقالت: هذة رسالة من أبو رامي جابها الصليب الأحمر من سجن نفحة الأسرائيلي الى رامي يبشرنا بأنه سوف يفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع من تاريخ استلامنا للرسالة..فهتف ابو محمود وأبو ابراهيم وأبو علي ... : ماشاء الله.. مبروك إن شاء الله.. ربنا يطلعو بالسلامة..ويطمنكوا عليه ..
أبو رامي كان قد اعتقله جنود الأحتلال بعد مداهمة منزله منذ أربعة عشر عاما بتهمة مسؤوليته عن مقتل مستوطن بجوار مستوطنة بالقرب من خانيونس.. وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عاما الا أن المحكمة رأت أن تفرج عنه لحسن سلوكه داخل السجن، وكان قبل أن يعتقل يعمل مدرسا في أحدى مدارس وكالة الغوث .. ألا أنه استغل الوقت في سجنه لأكمال دراسته وحصل على شهادة عليا في العلوم السياسية بالأضافة الى حفظه للقرآن الكريم... وعندما أعتقل كان عمر ابنه رامي سبع سنوات وهو الآن في الحادية والعشرين ..وانظم الى أحدى فصائل المقاومة ويقوم بواجبه في الرباط على أكمل وجه..
سألت أم رامي: أبنك محمود موجود يابو محمود .؟؟.. بدي أخليه يدور لي على رامي علشان أبلغه .. لأنه خرج من الليلة الماضية ولم يعد لغاية الآن..فأجاب أبو محمود.: والله ومحمود خرج في نفس الوقت ولم يعد لغاية الآن.. اتفضلي عند أم محمود ... عندها أم ابراهيم وأم علي... في الداخل.. فاستأذنت ودخلت..وانظمت اليهن في الحديث...وبعد دقائق معدودة دخلت عليهن "أم سعيد" وهي تقول ... البلد قايمة قاعدة بعد اللي صار الليلة والناس محتارة صار حوالي ثلاث ساعات الوضع هادي .. الله يستر .. وللحين مش معروف مين اللي مشترك في هالعملية " من أولاد البلد" ولا معروف أيش صار فيهم..
واستطردت أم سعيد: موجهة كلامها الى أم رامي.. والله ياختي ياأم رامي اني شفت في المنام اللهم اجعله خير .. ان أبني سعيد وابنك رامي .. حاطين ايديهم بأيدين بعض وسط (زفة) كبيرة واللي بيزف فيهم ناس لابسين أبيض في أبيض.. وبتحوم على روسهم طيور بيضاء كثير.. وقعدت أنظر الهم وأقول ماأحلى منظرهم الى أن غابوا في الأفق.. قالت أم رامي ... اللهم أجعله خيرا..
رأى أبو محمود ومن عنده أن يذهبوا للأطمئنان على صحة أبو سعيد ، لأنه كان يعاني من ألم في ركبته لم يتمكن بسببه أن يلتحق بهم حيث هم .. فرحب الجميع بالفكرة وأخذوا طريقهم الى بيت أبو سعيد.. وفي الطريق لاحظوا تجمعات الناس الغير طبيعية .. فقد اتخذت كل مجموعة لها ركنا .. وتعالت أصوات بعضهم ... اللي نفذ العمليةهي : كتائب القسام.. فيعترض الآخر ويقسم أنها سرايا القدس ... ويعلو صوت الثالث وهو يقول ..( علي الطلاق أن اللي عمل العملية كتائب شهداء الأقصى) كل واحد يزعم بل يؤكد أن الفصيل الذي ينتمي اليه هو الذي نفذ العملية..
وصلوا الى بيت أبو سعيد ، طرقوا الباب واستأذنوا وفتحت لهم الباب ابنة أبي سعيد قائلة : تفضلوا ياعمي ... أبي في الداخل .. فدخلوا فرحب بهم أبو سعيد وقبل أن يجلسوا .. بادر وا بالسؤال عن حاله فطمأنهم .. أن الطبيب أمره بالراحة لوجود خشونة في عظام الركبة بحكم التقدم في السن.. أحضرت ابنة أبي سعيد الشاي وقدمته لهم .. فسأل أبو سعيد : أيش الأخبار ياجماعة .. طمنونا... حد عرف ايش صار في العملية التي جرت في الليلة الماضية؟؟! فقال له أبو محمود أن الأخبار المتوفرة لغاية الآن تقول أن هناك أصابات وقتلى في صفوف العدو.. ولا أخبار لغاية الآن عن المقاومين... فأخذ أبو سعيد بالدعاء للمقاومين وسأل الله أن يحميهم ويرجعهم الى أهلهم سالمين غانمين... فأمن الجميع على دعائه ومكثوا يتبادلون الحديث الى أن طرق الباب بشدة وكان أحد شبان الحي ليبلغهم أن بعض الأخبار التي وردت تقول أن هناك شهيد وأصابة خطيرة بين المقاومين ... فانشغل بال الجميع .. وأخذوا يلهجون بالدعاء الى الله أن "يجيب العواقب سليمة"...
خرج الجميع من بيت أبي سعيد وخرج أبو سعيد معهم يتوكأ على عكازه يمشي بصعوبة .. الى أن وصلوا الى جوار الجامع حيث يتجمهر كثير من الناس يحاولون الحصول على خبر أكيد..
في هذه اللحظات جاء من بعيد الشاب "علي" أبن أبي علي وقد بدا على وجهه التعب والأعياء من طول المسافة التي قطعها مشيا محملا برشاشه وعتاده بالأضافة الى رشاش آخر... ادرك الجميع أن عليا كان من ضمن المجموعة التي خاضت المعركة مع العدو فأخذوا يتسابقوا للسلام عليه وتهنئته بالسلامة الا أن عليا أخذ طريقه لوالده فقبله على رأسه ويديه ... قائلا : الحمد لله لقد أنزلنا بهم خسائر كبيرة... فقد قتلنا منهم اثنين وأصبنا ثلاثة أصابات مباشرة .. وشاهدت بأم عيني من المكان الذي كنت أتمركز فيه سيارات الأسعاف التي أتت لنقل القتلى والطائرة الهليو كبتر التي نقلت الجرحى لمستشفى "سيروكا" ببئر السبع.. أحضروا له زجاجة ماء من البقالة المجاورة.. وتناول أبو علي وأبو محمود الرشاشات والذخائر التي كان يحملها وأعطاها لأحد الشباب الموجودين هناك .. أمره أن يذهب بها بحذر الى بيت أبي علي .. في هذه الأثناء وصل "محمود" ابن أبي محمود متمنطقا بسلاحه .. ومعه أيضا سلاحا آخر وعتاد فهرع الى والده وقبل رأسه ويده قائلا : لقد انتصرنا ياأبي بفضل دعواتك ورضاك.. عندها هنأ الجميع أبا محمود وأبا علي.. وسأل أبو سعيد محمود : سعيد كان معكم يامحمود ؟؟ ثم وجه نفس السؤال لعلي : هل كان سعيد معكم ياعلي ؟؟ وأين هو الآن؟؟!
تناول أبو محمود ماكان يحمل محمود من رشاشات وذخائر ودفعها لأحد الشباب قائلا : بسرعة الله يرضى عليك وديهم البيت .. فأخذ الشاب ماأعطاه أبو محمود وركض بها حيث أمره أبو محمود..
رأى الجميع أن أن يذهبوا جميعا الى بيت أبي سعيد لأنه الأقرب لكي يستمعوا الى القصة كاملة من محمود وعلي ،وصاح أبو محمود في المتواجدين : يالله ياشباب كل واحد على بيته ... تفرقوا بسرعة قبل أن تأتي الطائرات خوفا من القصف.. لأن الوضع في غاية الخطورة...
سيارات الأسعاف تهرع الى مكان الأشتباك بعد أن انسحبت قوات الأحتلال من الموقع لنقل المصابين...شهيد واحد والمقاوم الآخر أصيب اصابة خطيرة...
الكثير من الناس هرع الى المستشفى الذي نقل اليه المصاب والشهيد..
أما ابو محمود وأبو علي وأبو سعيد وأبو ابراهيم ومعهم علي ومحمود فقد ذهبوا الى بيت أبي سعيد وهناك استمع الجميع الى تفاصيل العملية من محمود وعلي والتي كانت كما يلي:
كنا قد خططنا للعملية منذ خمسة عشر يوما وانتظرنا الوقت المناسب لتنفيذها...
بعد أن يئسنا من الأنقسام الحاصل في قياداتنا قررنا نحن :
* ابراهيم من "كتائب القسام"
*وأنا محمود من "سرايا القدس"
* ورامي من "قوات الصاعقة"
*وهذا علي من " ألوية الناصر صلاح الدين"
*وعبد الله من " كتائب شهداء الأقصى شعبة نبيل مسعود" انظم اليها حديثا.
وسعيد من " كتائب المجاهدين.."
قررنا أن نقوم بعملية نجسد من خلالها روح الوحدة الوطنية والتي ينادي بها الكثيرون لمجرد الشعارات فقط..ووضعنا الخطة بتفاصيلها وكانت كما يلي:
أولا : أن نقوم بقص السياج الشائك من منطقة معينة لكي نوهم العدو أننا دخلنا الى داخل الخط الأخضر في حين وضعنا نقاط كمائننا خارج الخط نقطة أمامية وتمركز فيها البطل رامي بحيث تكون الى يمين الفتحة بثلاثين مترا تقريبا لكي يقوم بمباغثة أفراد الدورية من الخلف في حال دخولهم للبحث عن من قام بقص السلك ثم الى الخلف بمسافة مئة وخمسين مترا ومقابل الفتحة كمنت أنا محمود وزميلي علي ،والى يميننا بحوالي المئة متر كمن ابراهيم وعبد الله وألى الخلف بحوالي مئة متر كمن سعيد لكي يقوم بتغطية أنسحابنا بعد أتمام العملية.. وهكذا كان .. فعندما مرت الدورية وكنا قد زرعنا لغما في طريقها ولكن قبل الفتحة باتجاه الشمال بمسافة خمسون مترا.. وعندما مرت الدورية المكونة من سيارتين جيب تحمل السيارة الأولى أربعةجنود بالأضافة للسائق وتحمل الثانية ثلاثة، مرت السيارة الأولى على اللغم الذي انفجر فيها ورأينا بأم أعيننا القطع الحديدية وهي تتطاير منها ورأينا أثنان من الجنود يلقوا بأنفسهم الى الأرض وكانوا يحاولوا النهوض الا أنهم يعودوا فيسقطوا على الأرض بينما تعالت صرخاتهم قائلين :" أيما....أيما.."بينما انحرفت السيارة الثانية واستدارت الى أن وصلت الفتحة ونزل منا الجنود يطلقون النار في كل اتجاة ..دون أن نطلق رصاصة واحدة .. الى أن خرجوا خارج السلك من الفتحة وترجلوا وهم يتلفتون يمينا ويسارا ويطلقون النار في كل اتجاة حتى ابتعدوا عن السلك لمسافة خمسين مترا تقريبا .. بدأ رامي عند ئذ بأطلاق النار عليهم بضراوة من الخلف .. فتفاجأوا واستدارو الى الخلف وهم يطلقون النار في اتجاه الشرق .. فباغثناهم أنا وعلي من ناحيتنا وأبراهيم وعبدالله من ناحيةاليمين وسعيد من نقطته من خلفنا. .فتخيل جنود العدو أنهم أمام قوة كبيرة فبدأو بالتقهقر الى الشرق حتى دخلوا السلك ونحن نلاحقهم بأطلاق النار فذهبوا ليتفقدوا ماذا حصل في السيارة التي انفجر فيها اللغم ،ولكنهم عادوا مسرعين الى سيارتهم واستقلوها وانطلقوا عائدين الى جهة الشمال .. فقمنا باستغلال الفرصة وانسحبنا ... وكنا قد اتفقنا قبل القيام بالعملية أن نقوم بالأنسحاب الى جهات متفرقة فينسحب كل فرد منا في اتجاه غير الذي يسلكه الآخر .. وها أنا حضرت أنا وعلي واصطحبنا معنا سلاح زميلينا رامي وسعيد وكنت قد اتصلت بالأسعاف ليقوم بنقلهما بعد أن سلك كل واحد منا طريق غير الطريق الذي سلكها الآخر ولعل زملاءنا يأتون بعد قليل ..
في هذه الأثناء كان ابراهيم وعبدالله قد وصلا كل الى بيته.. وبعد أن بدلا ملابسهما وأودعا أسلحتهما في مكان آمن أخذا طريقهما الى المستشفى الذي نقل اليه الشهيد رامي والمصاب سعيد .. فذهب جميع من كانوا في بيت أبي سعيد ومعهم أبو سعيد الى المستشفى حيث تأكدوا من استشهاد رامي وأصابة سعيد أصابة خطيرة أدت الى نزفه لكثير من الدم .. حيث أعلن المستشفى أنه في حاجة لمن يتبرع بالدم لأنقاذ حياة "سعيد" فتزاحم الشباب ومن كل الميول والأتجاهات للتبرع بدمهم لأنقاذ حياة البطل سعيد...وتمكن الأطباء من أنقاذ حياته .. وتوافد الناس لتهنئة أبو سعيد وأم سعيد بسلامة ابنهما البطل..
وقبل تشييع جثمان الشهيد رامي .. رأى البعض أن يذهب الى مكان استشهاده وكان في مقدمتهم محمود وعلى حيث أرشدا الناس الى مكان مكمن رامي فوجدوا أنه أصيب وزحف بعد اصابته الى أن وصل الى شجرة قريبة وكان قد غط أصبعه في دمه الذي ينزف منه وكتب على جذع الشجرة بالدم عبارتين قصيرتين..
الأولى :"هذا نصر من الله"
والثانية:" قوتنا في وحدتنا"
فجاءت أم رامي ومعها الرسالة التي أرسلها أبو رامي لأبنه يبشره فيها بقرب موعد الأفراج عنه وألصقتها فوق العبارتين...
ذهب الجميع وجاؤابجثمان الشهيد.. وحفروا له قبرا تحت الشجرة ذاتها ودفنوه .. بعد أن أجروا له جنازة لم يسبق لها مثيل..
وكتبوا على قبره..
{وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ }البقرة154
كل عام وأنتم بخير،،،

شبابنا ماذا عن اهتماماتهم؟؟

اهتمامات الشباب بين الأمس واليوم:
كنا في الأيام الغابرة نلاحظ اهتمامات متميزة لدى الشباب . فما أن يصبح الصبي في المرحلة الأعدادية أو يتجاوزها بقليل حتى يبدأ ذهنه يتفتح ويبحث بالحاح عن كل جديد .
كان يجد هذا الجديد دوما في القراءة حتى اننا كنا نلاحظ ان الشباب كثيرا مايسأل بعضهم البعض : ماذا قرأت اليوم؟فيجيب : قرأت قصة لأحسان عبد القدوس ويجيب الآخر : أما أنا فقرأت ليحيى حقي مثلا أو توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وغيرهم من الأدباء ناهيك عن القصص المترجمة من أمثال ارسين لوبين وأجاتا كريستي وغيرهم...
وكثيرا ماكان الشباب يفتخرون فيما بينهم انه يمتلك كتاب للكاتب الفلاني أو ديوان شعر للشاعر الفلاني..
كل هذا ساهم في توسيع مداركهم وسعة آفاقهم الفكرية. حتى أن بعضهم كان يصطحب مع كتاب المقرر الذي يذاكر فيه قصة أو كتاب أو ديوان شعر في رحلة المذاكرة في طريق الربايع وأم الواد والشمالية والكبرى وأم خمسين ...
وكثيرا ماكان ينعقد مجلس القراءة للكتب والقصص والشعر بعد انتهاء الشباب من مذاكرة المنهج المقرر عليهم تحت جميزة الواوي فقد كانت معلما من معالم خزاعة فتشتد النقاشات ويطرح كل شاب ماقرأه والباقي يستمعون فيعودوا الى بيوتهم وقد تكونت لديهم حصيله لابأس بها وكأن الواحد منهم قرأ اربعة كتب أو خمسة....
وهنا أجد نفسي ميالا لطرح سؤال يراودني :
هل مازالت المذاكرة في الهواء الطلق ظاهرة موجودة بين طلبة بلدنا أم انها اندثرت؟؟
في انتظار الأجابة....
تقبلوا تحياتي

على دلعونا...

لمّا لِلفَنِّ الشّعْبي غَنِّينا
قصدْنا تانحيي ترابِ فلسطينا
حُبِّك يا بلادي صارِ يغذِّينا
بأجمَل أغاني على دلْعونا
وحُبِّي للوطن راسخ بقلْبي
بالدَّمِّ الغالي فرشنا الدَّربِ
لأجل تحريرِك يا فلسطينا


يا ثورَة مِدِّي يا ثورة مِدِّي
لتحريرِ الوطَن يلله استعدِّي
شِبلِ منِ أشبالِكْ باطناشرْ جُنْدي(1)
أما المجاهد اطناشَرْ دزِّينا


وبكمائن ما بنهادِنْ
جيشِ الغادِر للمَمات
وبالكرامةِ رفعتِ اعلامي
وفوق اعلامي إلرَّاياتْ
ويا مجاهد يا ابن بلادي
على الجوادِ اعمَلْ جولاتْ


وباسِمْ فِرقتنا لابعث تحيِّة
يابا لكُفُرْ شُوبا والهَبّاريِّة(2)
ومُخيَّم صبرا(3) والرَّسيديّة
الرَّشاشِ بيحمي غُصْنِ الزَّيْتونا(4)


غَرْبيِّ النّهِر دخلْتْ دَوْريِّة


ضمّت مجموعة فلسطينية
دمّر دبابة مع خمسميّة
أمّا الخسارة اطناشرْ صهيُونا
ربِّي هالفرقة بعونَك خلِّيها،
خلِّي الدَّبيكة والغنّا فيها
ثورة شعبنا ربِّي يحميها،
وينْصُر ثورتنا عَ اللي يعادُونا.


يا شبل الثّورة قُودِ الدَّبابة
من نهرِ الأردن حتّى عرَّابة(5)
وإهجِم عَ العِدا فُوقِ الرَّوابي،
وع قُومِ النّذِلْ إبن صهيونا
شعبي للوطن قدَّم هدية
الرُّوح العزيزة لأجل القضيِّة
لا يُمكن نرضى بالصِّهيُونيّة
على تُرابِك أرضِ الزَّيتونا


سلاحنا بيدينا هذا أمانة
وحتّى نحرِّرك كلِّ الأوطانِ

وما في بشعبنا واحد جبان

يسَلِّم سلاحُه لو كان مجنونا

بالقلم الأحمر





توارد الى مسامعنا خبرا مفجعا للكثيرين من أبناء هذا الوطن السليب مرتين ، مرة بيد عدو يتربص به والأخرى بيد ابن جلدته... ترى مالذي أدى بصاحب القرار أن يتخذ قراره ’ هل هذا العمل يصب في مصلحة الوطن أم هو دعما لهذا المواطن المسكين المغلوب على أمره، والذي يدعو كل ليلة وقبل النوم ولسان حاله يقول " اللهم كف عنا شر أولاد الحرام..
لهذا القرار وتبعاته تفسير واحد ’ وهو أن أي شخص يختلف مع آخر في رأي أو حتى في أي شيئ يكتب هذا الشخص تقريرا ويرسله لأصحاب القرار فيقطع راتب المسكين ’ وهذا يعني ان فئة قليلة ستتحكم في أرزاق بل وفي رقاب فئات كثيرة في بلادنا ، يعني ان تلك الفئة القليلة ستستعبد تلك الفئات والا انقطع رزقها...
هل المواطن المسكين بحاجة الى تجويع أكثر مما هو فيه..؟؟؟؟
هل هذا المواطن المقهور في حاجة لمن يقهره أكثر وخاصة من ابن عم أو قريب ؟؟؟؟
هل هذا المواطن المسكين بحاجة الى حصار من أخيه علاوة على حصار عدوه؟؟؟؟؟؟؟؟
العقل ياقوم...... فليس هكذا تكون الوحدة الوطنية..!!
ليس هكذا يشترى الناس!!
أليس قطع الأرزاق ........ من قطع الأعناق؟؟
تحياتي....

الأشكال الفنية في الأغنية الشعبية الفلسطينية

الأشكال الفنية في الأغنية الشعبية الفلسطينية
تميز مجتمعنا الفلسطيني حاله كحال باقي مجتمعات بلاد الشام بكثير من الفنون الشعبية التي توارثتها الأجيال جيل بعد جيل . وبما أن الفنون الشعبية تشمل فنون مختلفة وكثيرة نورد اليوم مايخص الأغاني الفلسطينية بشتى اتجاهاتها الفنية وأشكالها المتنوعة.
تتنوع الأغاني الشعبية الفلسطينية في مضامينها ومناسباتها وأغراضها، وكذلك في أشكالها الفنية، ولعل أبرز الأغاني الشعبية تنحصر في الأشكال الآتية:
1 - الموال بقِسْمَيه: العتابا، والميجانا.
2 - القصائد الشعبية أو الشروقيات.
3 - أغاني الدَّبكة.
4 – الحداء.
5 - أغاني الزفة ومنها ما هو خاص بالرجال، ومنها ما هو خاص بالنساء.
6 - الزَّجل بأنواعه.
7- التحنين
8- النياحة"اذا جاز لي أن أعتبرها ضربا من ضروب الفن الشعبي "
أولاً: الموَّال:
وهو لون من ألوان الغناء الشعبي واسع الانتشار في فلسطين وفي بلاد الشام وينتشر في الأرياف، حيث يتغنى به الرعاة والحرَّاثون والحصَّادون.
وينقسم الموال من حيث أشكاله إلى قسمين:
أ- العتابا: كلمة مشتقة من العتاب الذي يكثر في هذا النوع من الغناء، ويشكل بيت العتابا وحدة معنوية كاملة، ويعتمد على فن بديعي جميل هو الجناس، وهو أخف لغة وتراكيب من الميجانا، ويقال: إنه نشأ زمن العباسيين حيث أطلق على بعض الأشعار التي غنتها جارية البرامكة عندما نكل بهم هارون الرشيد، بينما يُرْجِع البعض هذا الاسم إلى أن العتاب كان في يوم ما أبرز موضوعات هذه الأغنية.
ويتركب بيت العتابا من بيتين أو من أربعة أشطر على أن تكون أعاريض، الأشطر الأول والثاني والثالث قائمة على جناس واحد وتلاعب لفظي، ولعل هذا الأمر من أهم القواعد التي يسير عليها هذا اللون من الغناء، بينما يلتزم الشطر الرابع قافية أخرى مغايرة، ويمهد الموال العتابا بكلمة (أوف)، ويتفنن المغني في تمديد وتمويج صوته حسب قدراته الفنية.
نماذج للعتابا:
وعد بلفور هالْمشؤوم جاير على الرهبان والإسلام جاير
ملوك الغرب ما فيهم حساب تناسى العدل وأضحى الظلم جاير
_________
حبابي اللي يبروني وابرهم وما يقطب جروحي غير ابرهم
ياطارش روح بلغني خبرهم بعيدين النزل ولا اقــــراب
_____________
أنا لابكي وبكّي بعاد وقراب ومن دمع عيني لملّي ظروف وقراب
متى ياظعن لحباب تقرََب واجازي اللي في غيبتنا اشتفى
______________
نزل دمعي على خدي حرقني مثل زيت بالمقلى حرقني
أنا تمنيت ربي ماخلقنـــي خلقني للمرارة والعذاب
وفي عتابا أخرى:
أنا لكتب سلامي بحبر جاز على اللي خلو حوالي ماتنجاز
وبأي شرع وفراقكم جـاز وبأي كتاب حللّتو الجفــا
وفي عتابا ثالثة:
على روح شهدا الأوطان اقروا الفاتحة يا إخوان
كل واحد منا عز الدين* وسجل عندك يا زمان
ب - الميجانا: وهي الشكل الثاني من أشكال الموال وهو لازمة (للعتابا) ويعني في اجتماع أو سهرة كإجراء يهدف إلى تشجيع مغنٍّ خجول ومساعدته في التغلب على خجله فيندفع بعد ذلك للعتابا، وينتشر هذا اللون من الأغاني الشعبية في الريف انتشارًا واسعًا، بحيث نجد أن الرجال والفتيان يحسنون تأدية هذا اللون، وقد يتنافس اثنان أو أكثر في الهجاء أو المحاورة، ويكون دور الجمهور في التصفيق وإظهار الاستحسان للجيد منهما، ويتألف الميجانا من بيت شعر واحد، شطره الأول "يا ميجانا" مكررة ثلاث مرات، بينما يكون شطره الثاني من أية كلمات بشرط أن تتفق مع الشطر الأول في الوزن والقافية.
الله معاهم وين ماراحوا حبايبنا يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا
ويكثر في حروف الميجانا التسكين، بينما يكثر في حروف العتابا، المد والتموج وما عدا ذلك، فالميجانا كالعتابا له قواعد خاصة من حيث التزام فنِّ الجناس، كما نرى في هذا الموال من الميجانا:
قلبي من الأعماق والله حبك يا شجرة الزيتون ما أحلا حَبِّك
لاحظي لجبالك يا شجرة بلادنا مدي غصوني على جسمي وحَبِّك
ثانيًا: القصائد الشعبية (الشروقي)
الشروقي أو القصيد البدوي نوع من القصائد الشعبية الطويلة يلتزم وزنًا شعريًّا واحدًا من أول القصيدة حتى آخرها، ويمتاز هذا اللون بانتشاره الواسع في فلسطين، وشمال سيناء، وتحتوي قصيدة الشروقي على أبيات كثيرة تصل إلى المائة، ولها موضوع واحد يمهِّد له المغني بلفت انتباه السامعين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك من المقدمات:
الهاشمي ولد سيد عدنان أول كلامي في مديح محمد
نهار الإثنين وكنت أنا فرحان ليلة الثاني من ربيع الأمجد
وما يزال عندنا في بلدنا بعض من يتقنون القاء هذا النوع من القصائد سواء مما حفضوه أثناء تجوالهم في فلسطين وسيناء قبل حرب 67 فعنكم وبين ظهرانيكم
الشيخ أبو ناهض ( راتب أبو غيث ) أمد الله في عمره فلديه حصيله لابأس بها
من هذا النوع من القصائد علاوة على اجادته لألقائة ( أرجعوا اليه).. وهناك غيره الكثير فلمن يهتم بالتراث علية أن يسأل ويستقصي ويوثق تلك الثروة..
ثالثًا: الحُداء
والحداء أو الحدو يعني سَوْق الإبل وزجرها للمشي، فمن عادة أهل البادية في رحلاتهم حدو الإبل بالغناء ويعني في مناسبات مختلفة وخاصة الأعراس، ويقترب من الزجل والموشح وترافقه (سَحْجَة) - أي تصفيق على إيقاع معين، فيجتمع الرجال والنساء وينقسمون إلى صفين متقابلين في ساحة القرية والنار في الوسط، فيتحاور حدَّاءان حول موضوع معين ويصفق الجمهور في المضافة أو في ساحة أخرى، ويردد لازمة (يا حلالي يا مالي).
رابعًا: أغاني الدَّبْكة
وينافس هذا اللون من الغناء الأنواع السابقة من حيث شعبيته وشيوعه على أَلْسنة الناس وخاصة (الدلعونا).
والدلعونا عبارة عن لفظة صارت تدل على هذا اللون من الغناء، وربما اشتقت الكلمة من الدلع الذي يلازمها ترافقها الدبكة، ولعل سهولتها وقلة مقاطعها وارتباطها بالأعراس ومناسبات الفرح جعلت الجمهور يتقنها ويؤديها بمهارة.
وأنسب شيئ أورده هنا من انشودة خزاعة المزيونا لأخينا أبومالك:
على دلعونا وعلى دلعونا غيرك ياخزاعة مافي مزيونا
خامسًا: أغاني الزَّفَّة
وهذه الألوان قديمة العهد، وهي أهازيج جماعية بعضها يؤديه النساء وبعضها الآخر يؤديها الرجال، ويمتاز بالإثارة وتحريك المشاعر.
شمو لمو هالريحان بركة منه هالريحان
يازين لانك عالي لاطلع عليك بحالي
يازين لانك في السما لاطلع عليك بسلما
زين الشباب عريسنا عريسنا زين الشباب
وهكذا....
فعندما يخرج العريس في ثيابه الجميلة يحمله رفاقه وينشدون بحماسة هذه الأغاني.
روحت ياعريس على دار السلام
شندق ليلة شندق ليلة الله يعينو على هالليلة
ولا يفوتني هنا أن أترحم على روح فقيدنا أبو محمد" سلمان سالم أبو روك يرحمه الله تعالى فقد كان خير من يقود زفة العريس في بلدنا..
سادسًا: الزَّجل
والزجل أنواع عديدة منها المعنَّى والقرازة والموشح، ولكن هذه الأنواع غزيرة ومتنوعة في لبنان ويصل انتشارها في فلسطين، ولكنها تنتشر في شماله، والزجل ليس معقدًا فكل قول فيه يتكون من أربعة أشطر يتجانس الشطر الأول والثاني والرابع في كلماته الأخيرة، بينما تختلف الأخيرة في الشطر الثالث كما نرى في هذا المثال:
ما بدنا حكي طبول بدنا نحكي وبدنا نقول
وهذا الكلام المعقول بدنا نحرر بلدنا
سابعا: السامر..والدحية..
وهو عبارة صفان من الرجال تتوسطهم نار يقومون بحركات على ايقاع تصفيق معين ويبدأ عادة بجملة رايحين انقول الريدا.. ويقود الفريقين قائد يسمى رزّيع
فيبدأ الأول مثلا :
مسيك بالخير يالاقي خير مسية تعقب مسيـــــّا
فيرد عليه فريقه والفريق الآخر : رايحين انقول الريدا ودرج لفظها عند البعض "رايحاني قولي الريدا" تقريبا
وأما الابيت التي تقال في الدحية أو السامر فهي أما ثناءا على الفريق أو ذكر محاسنه أو هجاءا أحيانا وتحدي بين الفريقين.
وعندما يحتدم النزال بين الفريقين تأتي امرأة متخفية وفي يدها عصا لتنزل على السامر وتسمى النزالة أو النزيلة وكان في القديم يستمر هذا السامر في الافراح لشهرين أو ثلاثة..
التحنين : نوع نت أنواع الغناء يقال فقط في مناسبة سفر الحجاج للديار المقدسة لاداء فريضة الحج ..
ومن أمثلة مايقال : لحد المحطة ودعوني حباب .... الخ . تقولها مجموعة نساء اثناء تحضيرهن لزوادة الحاج أو الحجة...
النياحة: اذا جاز لي ان اعتبرها ضربا من ضروب الغناء فهي كانت في القديم تؤدى من مجموعة نساء بعد فقدان عزيز أو قريب ...
المراجع: الموسوعة الفلسطينية الصادرة عن هيئة الموسوعة الفلسطينية بيروت.

ياقرة العين...

سقىَ اللهُ أياما نعمتُ بعيشِها...........حلوالمقام في ضـلالكِ سـاعةْ
صوتُ أطياركِ ـ سبحانَ منْ...........أوحـى لهـا أن ترددْ ياخزاعةْ
سئِمتُ البعدَ عن عينيكِ كله............ لالشيئٍ ولكـن لان قربكِ طاعةْ
عبيركِ يحدو الهوى ..منذ.............كنت في ربوعك أهوى الشجاعةْ
فلكِ والله في القلبِ محبةً............بتبرِ الكون بمدحكِ لن أُلقِ اليراعةْ
بعُدْتُ عنكِ رغماً ولكن رو......... حي لاتزال لذكرى نعيمكِ مباعـةْ
بعدت عنكِ ولكن في القلب ........ شوق لايزال يسلب القلب متاعـهْ
ياقرةَ العين ان أبياتي قليلة ........ فسامحيني ان عجزت لوصفك يراعةْ
ياقرة العين ان القلب منفطرٌ ...... لبعدكِ فأمريني بعَودٍ.. سمعاً وطاعةْ

الثلاثاء، 26 يوليو 2011

متى يعود البعض منا الى (الكل)؟!

السلام عليكم:
بدت في الآونة الأخيرة ظاهرة سلبية تطل برأسها من خلال منتدانا العزيز ،والمنتديات الأخرى، ألا وهي ظاهرة التحسس الزائد عن الحد من بعض الأعضاء ضد لأعضاء الآخرين .. ولكي أكون أكثر صراحة .. كانت هذه الظاهرة واضحة للعيان من طرف أعضاء منتمين لفتح مثلا في هذا المنتدى وأي منتدى في بلدنا الحبيبة ضد أعضاء منتمين لحماس .. وبالعكس .. فوجدنا أن الطرفين كانا شديدي الحساسية ضد بعضهما البعض .. وكأنهم نسوا أو تناسوا أنهم أبناء بلدة واحدة ... بل أبناء عائلة واحدة ،وانجرف كل مع التيار الذي ينتسب اليه .. وبكل تعصب .. وبكل مافي التعصب من عيوب وجدنا الكثير سرعان مايبادر بشن هجوم شرس ضد الآخرين لمجرد أختلاف بسيط في وجهات النظر .. كان من الأجدى أن يحل بالتفاهم وبالنقاش والحوار الجاد.. الا أننا لاحظنا عكس ذلك تماما .. وكأن البعض وأنا لن أستثن أحدا كان.. ينتظر كلمة أو هفوة من الآخر كي يكيل له الأتهامات ويصفه بصفات تخلو أحيانا من أدنى علامات الأحترام والتقدير ..
فلماذا كل هذا؟؟؟
أليس للفرد في مجتمعنا كامل الحرية للعبير عن رأيه مهما كانت أنتماءاته وميوله؟؟
أم أن لفلان المنتمي لحماس مثلا أو فتح الحق في أن يصادر آراء الآخرين لمجرد أنهم يختلفون معه في الرأي أو التنظيم أو الحزب ...
أذا كان ذلك كذلك فمن الأفضل أن يحتفظ الأنسان برأيه ولا يحاول أن يفرضه على الآخرين بالقوة ...
أنا لن أشير لشخص بعينه ... ولكن تعالوا نقف لحظة تأمل .. ونوجه سؤالا محددا الى أنفسنا...
هل أنا فقط على حق والآخرين مخطئين؟؟؟
ونبحث عن أجابة مقنعة..
لماذا لايحتمل بعضنا بعضا ... ؟؟؟
هل ولدتنا أمهاتنا منتسبين لهذا التنظيم أو ذاك أم ولدتنا أحرارا ونحن من أخترنا التنظيم الذي ننتسب اليه؟؟؟
هل تأسست فتح أو حماس أولا ... أم عائلة قديح أو النجار أو أصغر عائلة في البلد؟؟
لماذا لاأعود أنا( البعض) الى الكل؟؟
كل هذه الأسئلة يجب أن نطرحها ونجيب عليها بصدق بعيدا عن التحزب ...
أذا كان نسيجنا الأجتماعي تأسس قبل أي تنظيم فمن الأجدر بنا أن يكون أنتماؤنا الى هذا النسيج أقوى من الأنتماء الى اي تنظيم.. لأن المنطق يقول من لاخير له في الأصول لاخير له في الفروع...
ولنعلم أيضا أن تشنجاتنا تجاه بعضنا البعض ليست لمصلحة أحد منا .. ولن تزيدنا الا كرها لبعضنا ولن تزيد عدونا الا أصرارا على التخلص منا .. فأنه لن يفرق ساعتها هذا فتح ... وهذا حماس..
كونوا واثقين أن من زرع فينا الأحقاد تجاه بعضنا تحت مسمى الحزبيات ... لازال ينتظر الفرصة المناسبة للأنقضاض عليناوالتخلص من الجميع...
انفردت أساريرنا فرحا .. عندما بادر أفراد من حركة حماس بحملة المصالحة منذ أسابيع قليلة ... وزاد سعادتنا تجاوب الكثير من أفراد فتح لهذه المبادرة ففتحوا قلوبهم وبيوتهم لأخوتهم .. وقلنا الحمد لله.. بدأ الجليد في الذوبان..
ولكن ماساد الحوارات في الأيام الأخيرة في منتدانا من تشنجات وعصبيات جعلنا ندرك أن الموضوع جد خطير ...
جعلنا ندرك أن هناك أفراد ومن كلا الطرفين لاهم لهم الا أن يزيدوا النار اشتعالا
فمن هنا أهمس في آذانهم ...( كفاكم ... وعودوا الى بعضكم)
ناديـت مـن فـرط العنـا :ربـاه أقصاكـمُ يــدوي فـمـن لـبـاه ؟
أهمى بدمع يستفيض من الأسـى فقـد استباحـوا أرضــه وحـمـاه
ومضى يجوس الوغد في عرصاته ويئن مـن وقـع الخطـى ... أواه !!
في طيبة قبر الرسول يصيـح بـي مـن ذا سيكسـر قيـده... مسـراه !!
والقبلـة الأولـى تحـن لأختهـا طـال الفـراق فمـا أشـق بـقـاه !
أقصى ينادي أين جنـد المصطفـى أيــن الأبــاة الـزاحـفـون إزاه !
لبيك لبيك يـا قدسـاه فانتظـري زحفـا سمـعـت دبيـبـه وخـطـاه
جيشا من الأبرار يقتحـم المـدى مـن شـرع أحمـد يستمـد هـداه !

الى هنا ...وصلت بنا الحال !!

قرفان
البلد

غزه الملعونه
عنوان التعلق

الله ينصر اليهود على حماس
النص
يا رب انصر اليهود على الحركه الخبيثه حماس وعلى ايران وعلى سوريا وعلى وعلى جميع الدول العربيه ويا رب اسرائيل تحتل الوطن الجربى والعرب يكونوا خدم عند اليهود فتحاوى قرفان حاله

على موضوع نشرته شبكة فراس الأعلامية نقلا عن صحيفة يديعوت أحرنوت في عددها الصادر يوم أمس 27/10/2008م تقول فيه أن حماس تستعد للقيام بعمليه كبرى أنطلاقا من غزة
لفت انتباهنا تعليق لأحد القراء نصه كما ألصقناه بعاليه....
هل وصلت بنا المواصيل أن ندعوا الله أن ينصر اليهود على المسلمين...
هل وصلت بنا المواصيل أن نوالي أعداء الله ضد المؤمنين
اذا كان هذا هو حالنا ... فلننتظر غضب الله...
ولو حل علينا غضب الله ... فلن تنفعنا حينئذ كل أمم الكفار سواء اسرائيل ... أو أمريكا الكبرى....والله أكبر
حسبي الله على هذا وأمثاله... حسبي الله على كل من أعمت قلوبهم حب المادة
حسبي الله على كل من باع نفسه وضميره ووطنه مقابل مصلحة زائلة

نريد رأيك
رابط الموضوع والتعليق
http://fpnp.net/arabic/?action=detail&

الحرب الديموغرافية..المنتظرة..المنتصر فيها الفلسطينيون...

الحرب الديموغرافية..المنتظرة..المنتصر فيها الفلسطينيون...

تعددت أنواع الحروب في العصر الحديث .. فسمعنا عن الحرب التقليدية ، والنووية، والبيولوجية ... وعرفنا أنواع الأسلحة المستخدمة في كل حرب من هذه الحروب ،

وكما نعلم أن لكل حرب روادها الذين تفننوا في صناعة الأسلحة الخاصة بها وأعداد العدة لخوض معارك شرسة بواسطة هذه الأسلحة ... لأنهم هم الذين يمتلكون حق استخدامها وحصروه على أنفسهم أو حلفائهم ومؤيديهم ... وكما هو الحاصل في الأسلحة النووية ، فقد يسمح لدولة صغيرة كأسرائيل أن تمتلك أكثر من مائتين رأس نووي في حين تمنع بعض الدول لمجرد أن تفكر في امتلاك مفاعل نووي لاستخدامه في مجال الطاقة الكهربائية وباقي الأغراض السلمية ... فنجد الأتهامات تنهال على تلك الدولة ... ثم التهديدات ... ثم فرض الحصار عليها .... ثم غزوها بحجة شروعها في انشاء مفاعل نووي فقط .. بينما مفاعل ديمونا المتصدع .... يعيث فسادا فيما حوله من الأراضي والشعوب الفلسطينية والأردنية بل والمصرية وليس هناك من يعترض .. بل حتى لايسمح لهيئة الطاقة النووية الدولية أن تفكر في ارسال مفتشين ليقيموا وضع تلك المفاعلات ومدى صلاحيتها للعمل دون أن تبث سمومها على من حولها ’ وكلنا يذكر ماحدث للعراق ... وليبيا... وسوريا ... وسنشاهد بأم أعيننا ماذا سيجري لأيران ....

الا أن هذه الحروب بأنواعها والتي تتفوق فيها اسرائيل بجميع أنواعها لن تنفعها عما قريب

لأن حسب المحللون والخبراء في تلك الحروب يجمعون أن أشد هذه الحروب فتكا وتذويبا هي الحرب الديموغرافية والتي يبرع الفلسطينيون في التحضير والتجهيز لخوضها .. فأنه من المعروف والمشاهد وكما أفادت جهات متخصصة تجري دراسات مستمرة في هذا المجال أن الفلسطينيين هم أكثر الشعوب اخصابا وتكاثرا بالرغم من الخسائر البشرية الهائلة التي يدفعا الشعب الفلسطيني نتيجة مقاومته للأحتلال.. وبناءا عليه فأنه لم تمض سنوات قليلة حتى يتضاعف عدد الفلسطينيين أضعافا كثيرة مقابل الهجرة العكسية التي يشهدها الكيان الصهيوني

والتي تورد احصائياتها جهات متخصصة أيضا بأن مئات الآلاف من الصهاينة يهاجرون سنويا من الأراضي المحتلة نجاة بأنفسهم... حتى أنه ورد تقرير مؤخرا عن هجرة أبوين صهيونيين الى فرنسا ونسيا ابنتهما في مطار تل أبيب...

كل هذه العوامل بالأضافة الى عامل القلق النفسي الذي يعيشه الصهاينة مقابل صمود واصرار الفلسطينيين على الحفاظ على حقهم ستؤدي وعن قريب الى تفوق المد الفلسطيني مقابل الأنحسار الصهيوني ... وتلقائيا وبدون خسائر تذكر للفلسطينيين سيكونوا هم الغالبون.

______
محمد قديح

على الناصية.....




على الناصية:
في الأيام الأخيرة ... أخذ ينتابني أحيانا شعور بالملل ( الزهق.. الطفش أو سمه ماشئت)،
ففي عصر هذا اليوم بالذات .. وبعد صلاة العصر ، عدت مسرعا من المسجد الى البيت ، مخالفا اللقاء اليومي الذي يجمعنا مع بعض الأصدقاء خارج المسجد، ولكني ماأن دخلت الى منزلي.. وكدت أبدأ في تبديل ملابسي حتى شدني شئ غريب لاأستطيع وصفه لمعاودة الخروج لكي أتمشى في الشارع عسى أن أجد أحدا ممن يروق لي الجلوس والتحدث معهم ، فعدت أدراجي وخرجت الى الشارع أمشي .. لست أدري الى أين ... أمشي ببطء شديد وكأنني لاأريد أن أصل الى ناصية الشارع ( الكوربة) حتى أنني كنت أركز نظري الى تحت قدمي وكأنني أعد حبات الرمل ... أو كأنني أبحث عن شئ فقدته ... اشخاص كثيرون يجلسون في الشارع أمام بيوتهم ، ( ظاهرة سلبية)..يتبادلون أطراف الحديث .. أحاديثهم معروفة هذه الأيام ( جماعة حماس عملوا... جماعة فتح ماعملوش ... وهكذا..) وكنت كلما مررت على مجموعة جالسين ... رددت عليهم السلام .. فمنهم من يجيب التحية بأحسن منها .. ومنهم من يكتفي بكلمة أهلين..
ولكن الحق يقال ( الجميع كانوا يدعونني قائلين .. أتفضل .. ) فأجيبهم بارك الله فيكم .. وبعضهم ( أتفضل يازلمة ... مالك محملها وغرقانه .. نص الألف خمسمية) تعال اتسلّى ..
الا أنني كنت أحيانا لاأجيب من شدة الملل الذي أنا فيه... الى أن وصلت الكوربة ( الناصية) والتي لاتبعد عن بيتي أكثر من خمسين مترا ... فلفت انتباهي ذلك الرجل .. العمر في أواخر الثلاثينات - ستة وثلاثون أو يزيد قليلا ... لم يصل الأربعين بعد.. فأنا أعرفه جيدا ولكن من يراه يعتقد أنه تخطى الستين لكثافة الشعر الأبيض الذي يغطي رأسه ولحيته.. هو غير ملتحي.. ولكن يبدو أنه لم يحلق ذقنه من أسبوعين.. جالس .. مستندا على جدار قديم .. وقد أمسك في يده عود يابس ... وأخذ يخط به على التراب .. يرسم أحيانا مستطيل ويقسمه بخطوط طولية وعرضية فيمسحه ويعاود رسم مربع ويقسمه بنفس الطريقة.. ويعاود مسحه ليرسم شكلا هندسي آخر.. فأثار فضولي ... رغم أنني أدركت ومن خلال تلك الرسوم .. والعصبية التي يمسحها بها
مدي القلق الذي يعيش فيه هذا الرجل ... فبادرته بألقاء التحية .. فانتبه رادا التحية بأحسن منها .. وكأنه لم يدرك اقترابي منه الا بعد أن حييته .. لأنه كان يغط في تفكير عميق...فوجدت نفسي مجبرا أن أعيد عليه مابدرني به أحد الأخوان .. سلامتك يابو فلان ... مالك يازلمة ... شايفك ..مهموم ومغموم ... سلّمها لله يازلمة... نص الألف خمسمية .. فأجاب وبعصبية .. خمسمية ولا ميتين .... أيش الفايدة ؟؟ فأجبته : خير والله أنك شغلت بالي أكثر مما أنا مشغول ... بالله تقوللي أيش الموضوع..؟
فأجابني : ليش هو انت حلاّل المشاكل .؟ طيب أقعد ياخويا ... ويابتقنعني ... يابقنعك...
فأجبت باستغراب : أوف ... اوف ... هذا الموضوع خطير لهالدرجة؟؟؟
أجاب : هو في أخطر من اللي أحنا فيه..؟
قلت : طيب فهّمني ... ايش اللي بتقصده ...
قال : اتخرف يامجنون ... واتصنت ياعاقل .. شوف ياسيدي ...
قلت : للتخفيف عنه ... لا ..لا يابو فلان سلامتك من الجن... ياخوي..
قال : صلي على النبي... فأجبته اللهم صلي على سبدنا محمد..
قال : والله يارجال ... كل الواحد مايتذكر وين كنا وكيف صرنا ... عقله بيشت..
قلت: يعني وين وين كنا ... ماحنا طول عمرنا ... زي ماحنا ... وايش اللي اتغير..؟
قال: تغيرت حاجات كثير في حياتنا ... كنا في الماضي نعتقد اتها ستتغير الى الأحسن ولكنها كل مبها بترجع للوراء..
وتابع : يارجل المدارس بدها تفتح بعد بكرة والواحد مافيش في جيبته شيكل يشتري لأولادة حاجيات المدارس ... والله الواحد كل شئ مطلوب منه بس العين بصيرة واليد قصيرة ..!!
ياراجل وين أيام زمان ... أيام ماكنا نشتغل داخل الخط الأخضر .. والله الواحد كان مبسوط ، والله يوميا الواحد كان يقبض لايقل عن خمسين دولار .. والواحد وهو مروح كنا نميل على سوق فراس في غزة ... نحمل مالذ وطاب ... من فواكه ولحم ... وخلافة ... والله من حمد الله .. ماكنا مخليين على أنفسنا ولا على أهلنا قاصر.. يارجل أنا اشتغلتلي كم سنة بعد ماخلصت الاعدادية بنيت بيتي وتزوجت .. وكل هالشباب من جيلي نفس الشيئ.. ولما جتنا السلطة ... والله ياراجل فرحنا ... وقلنا الحمدلك يارب ... صارت النا سلطة ... وبعد شوية حتسير لنا دولة ... ونرتاح من غلب الشغل في اسرائيل ... وأقل شيئ الواحد يصير قيمة ..
ولكن ياخوي ... بعد الملعون شارون... مادخل المسجد القصى ... واشتعلت الأنتفاضة الثانية ...( يابا.... يابا...) قاطع حديثه صوت ولده الصغير في المرحلة الأبتدائية.. قائلا:
" يابا .. فأجاب بعصبية : أيش مالك ياولد... أيش في...
فأجاب الولد: أمي بتقولك ... اعطيني .. أروح أشتري دفترين وقلم ... علشان المدرسة بعد بكرة.... فرد هذا الوالد المسكين ... موجها كلامه لي ... خذلك ... عجبك؟!!! ثم استطرد قائلا للولد... طيب روح للدكانة ... قول له ... بيسلم عليك أبوي ... واعطيني دفترين ... وقلم ..ز وسجلهن ع الدفتر... ولما تجيبهن ... تعاللي هنا ...
ثم استطرد موجها كلامه لي : ايش كنا بنقول .... أيوه لما اشتعلت الأنتفاضة الثانية ... وبدأ اليهود .. يضايقونا حتى في لقمة عيشنا ... وكثرة الأغلاقات... ضاقت الحياة على الناس ... ولكن بيني وبينك ... والله كنا مبسوطين ... وانبسطنا أكثر ... لما اليهود انسحبوا من غزة.. واتشاهدنا ربنا منهم وقلنا ... الأرزاق على الله... وماتنساش كنا ناخذ بدل بطالة ... وبناخذ مساعدات من الدول المانحة ... ومن الجمعيات الخيرية ... والجهات الغير حكومية .. وماشي حالنا .... الى أن جاء موعد الأنتخابات... وجاءت أمريكا بشروطها للسلطة ... حتى تستمر المساعدات للسلطة ... يجب أن تشترك في الأنتخابات جميع الفصائل الفلسطينية وكان التركيز ... على حماس ... ليس حبا فيها ... وأنما لن حماس في الفترات الماضية عرفناها وعرفها الناس " فصيل مقاوم" المقاومة هي دستورها ... وشعارها معروف ... تحرير الأرض من النهر الى البحر ... والكل بيشهدلها بهذا الشيء عدا عن ذلك ... كانت حماس تعيّش أكثر من ثلاثة أرباع الناس العاطلين عن العمل والمتضررين من الأغلاقات المتكررة ... وكانت ترعى آلاف الأسر من أسر الشهداء والأسرى والمحتاجين ... وخلافة... وفتحت جماعات تحفيظ القرآن ... وهذا ماكان يقلق أمريكا وبريطانيا وعشان هيك ... حبوا أن يزجوا بها في الأنتخابات لكي يشغلوها عن أهدافها الأساسية ...
وزي مانت شايف ...طبعا فازت حماس ... نتيجة لعوامل كثيرة ... منها حب الناس والتفافهم حولها ... ومنها .. رغبة الناس في الخلاص من الفساد اللي كان مستشري في السلطة ... بدءا.. من الرؤوس الكبيرة لغاية ماتوصل أصغر واحد ... والواسطات ... ,و الشاوي ... والمحسوبية ... فازت حماس لأن الناس انتخبوها حسب الديموقراطية الأمريكية .. مش جابو رئيسهم السابق يشهد على الأنتخابات ... وصرح تصريح واضح ... بأن الأنتخابت كانت أنزه أنتخابات في الشرق الأوسط... هذي شهادتهم...
واستطرد قائلا : ولكن ياخوي بعد فوز حماس سارعت أمريكا وبريطانيا يقولوا لن نعترف بحكومة حماس ... لأن حماس حركة أرهابية... الخ ... من الحجج..
المهم... ويسير الحصار ... وأوعزت أمريكا لبض عملائها أن يقوموا بعمل قلاقل وعندما أكتشفت حماس هذه العمليات ... قامت لقيامة ... وصار اللي صار ... والضحية بيني وبينك مين غيرنا...
ذبحنا الحصار ... لاحنا قادرين نشتغل... ولا لاقيين مساعدة من حد ... والفلسطينيين صاروا ضد بعض ... فتح وحماس وياعيني ... الأخ يعادي أخوه ... والأبن يعصى أبوه .. ودبت الفرقة بيننا...
وهنا بادرته بالسؤال مازحا: الا ... بالله عليك أنت .... فتح ولا... حماس ...
عندها ... صرخ بأعلى صوته : أنا فتح...... أنا حماس ... أنا فلسطيني ...
وكرر .... أنا فتح ... أنا حماس ... أنا فلسطيني ...
( يابا.... يابا) صوت الولد من بعيد ... جبت الدفاتر والقلم...
هات الدفتر والقلم ... صاح بابنه... فأعطاه الدفتر والقلم ... فكتب وهو يردد بصوت عال: في أول صفحة من الدفتر
( أنا فتح ..... أنا حماس ..... أنا فلسطيني )
ورددها ابنه ... والأطفال الذي كانوا يلعبون بالقرب منهم ... وجابو بها أرجاء البلد .. وهم يرددون :
أنا فتح .... أنا حماس .... أنا فلسطيني..
عندها... ارتفع صوت ... عبر مكبرات الصوت .. معلنا ... الله أكبر .. الله أكبر
نطق الحق معلنا دخول صلاة المغرب... مختلطا مع هتاف الأطفال..
تحياتي للجميع،