الجمعة، 8 يوليو 2011

عندما يكون الأنسان في وطنه....."غريبا"



من الطبيعي أن يشعر الأنسان بالراحة والطمأنينة في وطنه أو أذا قرب من مسقط رأسه ، ومن الطبيعي أيضا أن يشعر الواحد منا بالحنين والشوق لوطنه أذا كان مغتربا عنه ...وأما ماأوردته في سؤالك :-(لكننا نرى هنا في بلادنا من يكره وطنه !!! وذلك لفلسفة غريبة ، بأن الناس وحوش يأكل بعضها بعضاً । . ) فهذه ظاهرة غير سوية وقد تشخص أنها "مرضية" ولكن قياسا على مجتمعنا الفلسطيني في قطاع غزة بالذات॥ ولأطلاعنا على تركيبة المجتمع وما طرأ عليها من مؤثرات سلبية في معظمها .. وثقافات طارئة لم تكن معروفة في الماضي .. كالأنتماءات السياسية والأنقسام الذي أصاب مجتمعنا في مقتل مهما كانت أسبابه والدوافع اليه ..كل هذا جعل الفرد في مجتمعنا يتعامل مع الآخرين بحذر ..ناظرا اليهم نظرة " ضدية" يخيل اليه أن هذا الشخص الذي أمامه ...يتربص به ليوقعه...ومتمنيا أحيانا الخلاص منه...
وعندما تتطور تلك الحالة يصبح الأنسان عدائي السلوك .. فيفقد الشعور بالطمأنينة في أحضان وطنه.. فيحس بالأغتراب وهو لم يبتعد عن وطنه شبرا ...وبالتالي ينسلخ بنفسه عن المجتمع الذي يعيش فيه... فيصبح مغتربا أو غريبا...
وقد أشبع علماء النفس في العصر الحديث هذه الظاهرة بحثا ...فهذا "هيغل" استخدم مصطلح الاغتراب بمعنين ، الاول المفهوم اللاهوتي ويعني انفصال الذات عن الجوهر الاجتماعي ، اي اغتراب الروح عن ذاته، روح الانسان عن الجوهر الاجتماعي ، والثاني( الفلسفي ) ويعني به هيغل تنازل الفرد عن استقلاله الذاتي، وتوحده مع الجوهر الاجتماعي وانتهاء مرحلة اغترابه عنه، اي ان هيغل يرى ان الانسان مغترب بالضرورة اما عن ذاته او عن مجتمعه، فهو يسير في نموه من الاغتراب الاجتماعي الى الاغتراب الذاتي .
هذه حالة ان أردت الحق جد خطيرة .. ولذلك وجب علينا أن نبحث عن أسبابها كي نعالجها والا أصيب مجتمعنا بالتفكك والأنهيار .. وهذا مايسعى اليه عدونا...

ليست هناك تعليقات: