الأحد، 16 أكتوبر 2011

حول قصيدة النثر ---الماهية والمفهوم .... بقلم الشاعر هيثم الريماوي

حول قصيدة النثر ---الماهية والمفهوم
بقلم الشاعر: هيثم الريماوي


أعتقد أن قصيدة النثر محاولة جريئة ,,,على طريق إضاءة شاعرية الكتابة ,,,والتي كان لها بذورها القديمة ,,وفي كتابات المتصوفة تحديداً ,,وما القول عن استيراد الفكرة بأولية الكتابة (كرامبو وبودلير) أو التنظير لها ( غربا) هو -في رأيي - قول قاصر ,, والواقع أن قصيدة النثر كانت ستظهر في الأوساط العربية عاجلاً أم آجلاً بتأثر أو بدونه ..أعتقد أن قصيدة النثر هي خطوة متقدمة على النمط الحر الذي راوح خجولاً حول الموزون باعتباره تأصيلاً ...ولا أرى أن هنالك تناقضاً في التسمية (قصيدة النثر) , إذا علمنا ان مصطلح نثر هنا اتخذ معنى اصطلاحي أوسع بكثير من المدلول المعجمي للكلمة, في الواقع هو دال على ثورية الفكرة في مقابل الموزون باعتباره تأصيلاً لا يمكن الخروج عنه
أعتقد أن اتهام قصيدة النثر بأنها دخيلة ومحاولة تغريبية لتهديم التراث هو قول غير واعي ويحتاج إلى كثير من الدلالات لأثبات وجهة نظره إذا علمنا أن الدلالة المنطقية تقتتضي بالتأثر الزماني والمكاني ,,,وأبسط مثال على ذلك أن أغراض الشعر الآن –مثلاً- خرجت كثيرا عن (المدح ,الرثاء, الهجاء, الغزل, الفخر..الخ) لأن الهم الإنساني وتناقضاته الذي يحمله شاعر الآن , مختلف تمام الإختلاف عن ما كان يحمله عنترة , امروء القيس , أو المتنبي مثلاً ,,,وتلك القاعدة المنطقية تنسحب تماماً على شكل الكتابة المغايرة أيضا,, ولايعني الإختلاف الخلاف بالضرورة ,,,,حيث لا تحتم عليّ الضرورة المنطقية أن أكتب بطريقة المتنبي لكي أقول أنه قامة عالية جدا ,,,أو أن ألتزم بما قاله الخليل لكي أعترف بأن ما جاء به هو عمل عبقري بكل المقاييس ...لاني مؤمن تماماً أن العروض الفذ الذي جاء به الخليل هو نظرة إسقرائية توصيفية للحالة الشعرية في ذلك الوقت وليس نهجاً تأصيلياً ,, وحتى الخليل ذاته لم يقل بذلك ..
أعتقد –بالرغم من كل ما تقدم- بقيت قصيدة النثر محاولة أحادية النظرة أتجهت في مقابل الموزن فقط بالدعوة إلى الأبتعاد عن الصخب والقافية نحو التكثيف والإنزياح التموسق الداخلي...أعتقد أنه لابد من خطوة إلى الأمام ..نحو الشعر بعيدا عن التقسيمات ...استناداً على أن الشعر يحتمل كل الأشكال حتى في ذات القصيدة ...لا بد من خطوة نحو الشعر وليس الشكل ..فما الشكل سوى أداة من أدوات الشعر تفرضها الشاعرية لتحقيق انسجام القصيد وليس العكس ...أعتقد أن الشعر لا بد أن يتجه نحو تحقيق : الشكل /المعنى حد التماثل

البذور الأولى لتأسيس ومشروعية قصيدة النثر


ادعي أن ما فعله الخليل لا يعادل ما اكتشفه أرخميدس أو فيثاغورس أو بلانك أو مكتشف النسبة التقريبية ...بل ما قام به أكثر بكثير لأن المتغيرات التي تحكم التجربة الإنسانية معقدة كمّاً ونوعاً ..أكثر بكثير من المتغيرات التي تحكم التجربة العلمية البحتة ...هذا حقيقي لقد احتاج عمل الفراهيدي لوضع كم هائل من النتاج الشعري في عصره تحت مجهر الدراسة على صعيد البحث الشكلي....حتى خرج بتلك النتائج المبهرة ....ولكن لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة جداً فارقة بين الدراسات في المجال الإنساني والعلوم البحتة ...وهو أن سلوك الإنسان بطبيعته التكيفية مع البيئة المحيطة وقدرته على التأثر والتأثير يختلف كثيرا عن سلوك المادة الثابت تقريباً....لذلك فإن المتعلق بسلوك الإنسان وطرائق تعبيره هو نظريات قابلة للتغير والتطور والتعدد أيضاً ...بخلاف ما يتعلق بالعلوم البحتة التي تحكمها قوانين ثابتة تقريبا ...لهذا تحديداً لا أرى أن ما جاء به الخليل هو تأصيلاً ...أو قانوناً ثابتاً لا يمكن الخروج عنه ..بغض النظر عن طرائق هذا الخروج...وهذا ليس إنقاصاً من عبقريته وعلو ما جاء ...وإنما هو في اعتقادي فهم لطبيعة ما يتعلق بالإنساني واعتقد ما جاء بعد ذلك من أوزان غير الخليلية كان مثلا على ذلك الفهم حتى وإن لم يكن ذلك خروجاً جذرياً وإنما هو خروج في كل الأحوال .....لقد صنف الخليل الكثير الكثير من القصائد التي لم تتفق تماما مع أوزانه وأسماها المهملات ولكن لم يخرجها من حظيرة الشعر .....هذا- في رأيي- إشارة بالغة الوضوح بأن ما قام به الخليل هو استقراء إحصائي يعبر عن وليس تأصيلي يعبّر الأكثر شيوعاً في ذلك الوقت وليس أكثر من ذلك
............
...أعتقد أن تجربة المتصوفة على الصعيد الكتابي كانت علامة فارقة على طريق تفجير الجمالي لطاقات اللغة عبر الكتابة المغايرة واستغلال الإيقاع الداخلي ,,,شاعرية اللغة ,,,والتكثيف الأقصى...وأعتقد أن هنالك أسباب عديدة لعدم الاهتمام بهذه الكتابات جماليا إلا حديثا,,,أهمها الإعتبرات الأيدولوجية ....لقد كانت خطوة ابتدائية مميزة وفارقة على طريق إضاءة الكتابة الشعرية منها تحديدا بلا شك ....ولكني لا أعتقد أن هذه الكتابات يمكن تجنيسها ضمن قصيدة النثر لاعتبار مهم جدا أنها كانت جوهريا تهتم بالفكري أولا وأخيرا وليس الجمالي ....لقد اهتم الغرب كثيرا بكتابات المتصوفة وتحديدا ((المواقف والمخاطبات )) لنفّري و ((الطواسين )) للحلاج عبر ترجمات المستشرقين ..واعتقد أنها أثرت كثيرا في الشكل الكتابي الحديث ...يقول أدونيس عن المواقف والمخاطبات ....(( يضيء الكتابة العربية الحديثة والكتابة إطلاقاً… الفكر هنا شعر خالص والشعر فكر خالص)) اسمحوا لي أن أضيف اقتباسين كأمثلة على ما أدعي هنا ..


النفري .....المواقف والمخاطبات

موقف البحر
أوقفني في البحر فرأيت المراكب تغرق والألواح تسلم، ثم غرقت الألواح، وقال لي لا يسلم من ركب.
وقال لي خاطر من ألقى نفسه ولم يركب.
وقال لي هلك من ركب وما خاطر.
وقال لي في المخاطرة جزء من النجاة، وجاء الموج ورفع ما تحته وساح على الساحل.
وقال لي ظاهر البحر ضوء لا يبلغ، وقعرة ظلمه لا تمكن، وبينهما حيتان لا تستأمن.
وقال لي لا تركب البحر فأحجبك بالآلة، ولا تلق نفسك فيه فأحجبك به.
وقال لي في البحر حدود أيها يقلك.
وقال لي إذا وهبت نفسك للبحر فغرقت فيه كنت كدابة من دوابه.
وقال لي غششتك إن دللتك على سواي.
وقال لي إن هلكت في سواي كنت لما هلكت فيه.
وقال لي الدنيا لمن صرفته عنها وصرفتها عنه، والآخرة لمن أقبلت بها إليه وأقبلت به علي.


الحلاج...الطواسين


قال لَهُ "لاتسجد؟ يا أيُّها المهين! " قال "مُحِبّ ، والمحِبُّ مَهِينُ ، إنَّك تقول "مَهين" ، وأنا قرأتُ فى كتابٍ مُبين ، ما يجر علىَّ يا ذا القوَّةِ المتين ، كَيْفَ أذل لَهُ وقد خَلَقْتَنِى مِن نارٍ وخَلَقْتَهُ مِن طينٍ، وهُما ضِدَّان لايتوافقان ، وإنِّى فى الخدمَةِ أَقْدَم، وفى الفَضْلِ أَعظَم، وفى العِلْم أَعْلَم ، وفى العمر أَتَمُّ " . قال لَهُ الحقُّ ، سُبحَانهُ "الاختيار لِىَ ، لا لَكَ " قال " الاختياراتُ كُلُّها واختيارى لَكَ ، قد اختَرْتَ لى يا بديع ، وانْ مَنَعْتَنى عن سجودِهِ فأَنْتَ المنيع، وإن أخطأتُ فى المقال فلا تهجرنى فأَنْتَ السميع ، وإن أَردّتَ أن اسجدَ لَهُ فأنا المطيِع ، لا أَعْرِفُ فى العارفين أَعْرف بك مِنىِّ ....

مفهوم الأنزياح في قصيدة النثر



1
أعتقد أن الإنزياح بمعناه الواسع موجود , منذ وجود الصورة الشعرية في الكلاسكيات القديمة ,,بمعنى أن أي لفظة تبتعد عن معناها المباشر تحقق الانزياح , وعلينا أن نعترف ان ذلك يمكن له أن يتحقق أيضاً في السرديات الخطابية المحضة , كقولنا اننا بحاجة لفصل قصيدة النثر عن الخاطرة حتى وإن حققت تلك الأخيرة جزء من الإنزياح ..يمكننا هنا أن نستنتج منطقيا ونحن مطمئنين أن الإنزياح شرط للشعر وليس سبباً يؤدي إلى الشعري بالضرورة ,, أي أن كل شعر لابدّ له أن يحقق الإنزياح ,,ولكن ليس كل إنزياح هو بالضرورة شعراً.
2
أعتقد أن ظهور المصطلح كلبنة أساسية في بينة قصيدة النثر بالرغم من إسباقية حدوثة في كل أنماط الشعر على المستوى التصويري , مرده أن قصيدة النثر بتركيبها العضوي المتخلي عن الموسيقى الخارجية , اتجهت من الخارج الممثل بالغنائية والعلاقات الكلامية المباشرة إلى الداخل الممثل بالموسيقى الداخلية والعلاقات الكلامية غائرة العمق وبالتالي ظهور مفهوم الإنزياح كركيزة هامة في بنية قصيدة النثر
3
أعتقد أن الشاعرية ترتكز أساساً على استكشاف علاقات بين الأشياء حولنا لا تراها إلا عين الشاعر الذي يضعها ضمن تركيب تصويري قد يكون له حدود معرفية ولكن ليس بالضرورة , وإنما قد يحقق أبعاد شعورية محضة تماما كالموسيقي التي تعكس على المتلقي بعدا شعورياً لا معرفياً , ولا أدعي هنا أني مع اللامعنى وإنما أدعي أنه يمكن لألفاظ ضمن التركيب التصويري أن تحقق انزياح شعوري مكملا للإنزياح المعنوي الذي تحققه الصورة ككل ,,يقول محمود درويش مثلا
(( فالبحر أبيض والسماء
قصيدتي بيضاء , والتمساح أبيض
والهواء
وفكرتي بيضاء
كلب البحر أبيض ))
لا أعتقد – في رأيي- أن هنالك علاقة منطقية معرفية جعلت محمود درويش يذكر ..البحر , السماء, القصيدة , التمساح, الهواء, الفكرة , كلب البحر....معا في ذات الصورة , وأنما جاء التعداد بمنتهى البراعة والشاعرية ليقول أن صفة البياض التصقت بكل شيء
4
لا أعتقد أن الغموض أو الوضوح في الصورة الشعرية له علاقة طردية أو عكسية مع الأنزياح وإنما يتحقق الإنزياح بتحقق تعدد متسويات الفهم والشعور عند المتلقين على اختلافاتهم الثقافية والتذوقية وليس لذلك علاقة بوضوح الصورة أو غموضها
يقول عنترة (( وإن كنت في عدد العبيد فهمتي فوق الثرايا والسماك الأعزل))
يقول محمود درويش (( كل أرض الله روما يا غريب الدار))
يقول محمد الماغوط(( عكازك الذي تتكئ به على الرصيف يوجع الرصيف))
أعتقد أن الإنزياح تحقق على اختلاف الوضوح والغموض في الصور أعلاه

...

الإيقاع في قصيدة النثر



لقد كتب الكثير في هذا الموضوع ولكنه مازال –في رأيي- بعيدا عن الحسم لتشعب الموضوع وزئبقيته ...وما الوارد هنا سوى مدخل رؤيوي ومسند للحوار

أعتقد أن هنالك مفاصل اصطلاحية مهمة يجب الولوج في ثناياها عند الحديث عن الإيقاع في قصيدة النثر ومحاولة رصدها مهفوميا وعلاقاتها التأثيرية والتأثرية – رغم التورط الكبير والشائك عن الدخول - وهي الوزن والشعر والجمال ...
.......فيما يتعلق بالوزن أعتقد أن القضية أوضح استنادا إلى اعتباره منظومة الساكن والمتحرك لفظاً التي عبّر عنها الخليل بالعروض ووضع تشكيلاته المحددة و اسماها بحور الشعر عددها 16- بافتراض الخبب مضموما - ورفض غيرها باعتبارها إحصائيا جلّ التشكيلات التي قال العرب على نسقها الشعر ....أما فيما يتعلق بالشعر والجمال فأعتقد أن الموضوع أكثر تعقيداً ...وهذا ينسحب على الإيقاع أيضا ..فالموضوع هنا يتعلق بالحس/التذوق أكثر من تعلقه بالفهم ..ولا اعتقد أن هنالك من قدّم تعريفات وافية شافية لهكذا مصطلحات بدأً من أفلاطون وحتى اللحظة ...ولكن ولافتراض نقطة ابتدائية للولوج هنا ...افترض أن الإيقاع بمفهومه الواسع هو أثر الحركة وبما أن الكون المنظور تلازمه الحركة اتصافا ضرورياً فإن الإيقاع هو اتصافا ضرورياً لكل الأشياء في المستوى المنظور / الفيزيقي وباعتبار طرائق التعبير هي ترميز للمتصف فيزيقياً بالإيقاع فهي إيقاعية بالضرورة لأنها تعبير عن الإيقاعي وترميزاً له ...بهذا فإن التوصيف الإيقاعي هو ضرورة للمنظور /الفيزيقي ولما وراء المنظور/الميتافيزيقي ... والسؤال الأهم -في رأيي- متى تشكل ومتى لا تشكل المنظومة الإيقاعية الشعري و/أو الجمالي؟ إذا استطعنا أن نحدد ذلك استطعنا تناول هكذا مصطلحات بالتعريف...ولكن – وبافتراض صحة ما تقدم - يمكن تضييق الخناق على زئبقية هذه المصطلحات باستنتاج أن الشعري والجمالي هما نتاج إيقاع ما أو علاقة جدلية بين مجموعة إيقاعات محددة ...ولكي لا يقال عن هذا الجهد بأنه تفسير للماء بالماء ...نفترض أولاً – لتبسيط- أن الجمالي أحد صفات الشعري . يتحقق بتحققه – مع تأكيد تحققه بطرائق أخرى طبعاً- يمكن لنا البدء بأكثر التشكيلات الإيقاعية وضوحاً وهو الوزن والسؤال –تقليدياً – هل هو شرط للشعري أم لا؟ وربما السؤال الأكثر تطرفاً , هل تعمد الأنساق الوزنية يفسد الشعري أم لا ؟...أعتقد بوجود هكذا أسئلة مثيرة للجدل ...من الجدير ذكر بعض النقاط التأريخية الهامة ....منها
....أن التراث الشعري العربي واستنادا إلى بيئته المحيطة والقضايا التي كان يعبر عنها وحتى طرائق الإلقاء ...التي تعبر عن القوة أساساً جعلت من الغنائية ورتابة الشكل حدّ النظام سمة بالغة الأهمية فيه...لذا كان من الطبيعي تغير طرائق التعبير عند تغير الهم المُعبر عنه ... لا انتقادا أو تقليلاً من الماضي وإنما انسجاماً مع الواقع المُعبر عنه ..عبر توظيف منظمومات إيقاعية تقول الشعري/الجمالي لا ضمن الرتايي الخطي وإنما ضمن الفوضوي المركب ...لتبدأ الغنائية بالتراجع أمام الدفق الإيقاعي الممثل بتفجير كثافة المعنى

...لقد جاء عروض الخليل بعد أكثر من 300 سنة من الكتابة ..كان فيها الكثير, الكثير من الأنساق الوزنية تم اختيار الأكثرها شيوعا – إحصائيا- والأكثر الباقي تم إهماله من الدوائر العروضية ,,ولكن بقي ضمن حظيرة الشعر ...مما يدل بوضوح على أن القضية توصيف إحصائي وليس تأصيلي ...وقابل لتغير والتطور جزئيا أو كليا...كالموشحات والموليا والدوبيت وشعر التفعيلة ..وقصيدة النثر


يقول ابن سنان الخفاجي عن تعريف الشعر : (( هو التأليف الذي يشهد الذوق بصحته أو العروض. أما الذوق فلأمر يرجع إلى الحس، وأما العروض فلأنه قد حصر فيه جميع ما عملت العرب عليه من الأوزان، فمتى عمل الشاعر شيئا لا يشهد بصحته الذوق و كانت العرب قد عملت مثله جاز له ذلك... والذوق مقدم على العروض. فكل ما صح فيه لم يلتفت إلى العروض في جوازه)) وتلك إشارة أخرى واضحة على الدور التوصيفي للعروض وليس التأصيلي

يرى الدكتور كمال أبو ديب في طرحه الجديد كبديل عن عروض الخليل أن الوحدات الأساسية تعتمد عليها تشكيلات الشعر العربي القديم هي نظام متتابع يتكون من"نواه" ثنائية أو ثلاثية وهي "فا" و"علن" أو"علن"و"فا". أي"سبب خفيف" و"وتد مجموع" وفي أحياناً نواة رباعية هي "علتن" مدعياً أن هذا النظام يسهل التوصيف ويحل قضايا شائكة الزحاف والعلة ...بالقول أن الاستناد على التفعيلات الكبيرة يظهر إلى السطح تعقيدات كبيرة في التوصيف وتحديد كبير للرتابة الشكلية وبتالي إسقاط الكثير بدعوى عدم التوافق ...بالاستناد على هكذا توصيف يمكن للتشكيلات الشعرية أن تكون فائقة التعدد ...لأنه عوضاً عن الدوائر المغلقة يتم الاستناد إلى النوى الأكثر تحرراً تشكيلياً أمثال...

...علن فا علن فا فا
... علن فا فا علن فا فا
....علن فا فا فا فا علن فا ......الخ

إن هذه الوقفات وغيرها تدلل بوضوح – في رأيي – على مشروعية بل ومنطقية تطور التعبير الإيقاعي شعرياً/جمالياً ....وتدلل على أن الوزن ليس أبداً شرطاً للشعري

إن التعقد الحضاري الذي شهده المجتمع العربي بدأً من دخول الأعاجم الإسلام مرورا بالتواصل ونقل الفلسفات الإثينية والهلنستية , وظهور الفكر التصوفي والتبادل الثقافي خصوصاً الأندلسي منه ومتأخراً ترجمات المستشرقين ...أدباء المهجر والتبادل الثقافي العالمي عبر الترجمات وتطور وسائل الاتصال....أدى ذلك إلى تغير نظرة إنسان الحاضر للبيئة المحيطة به ,,,وترتيب أولوياته وحاجاته ,,,تغيرت همومه وعلاقته بالآخر. الخ....وبالتي أدى ذلك إلى تغير -كتأثر استجابي - في طرائق التعبير انسجاماً مع كل هذه المتغيرات ... وليس هذا فقط وبل وتغير نظرته لتراثه ...فلم يعد ذلك المقدس الذي لا يقبل التغيير ..وإنما القابل للدراسة بالبحث والنقد الفهم التطوري....فكان طبيعيا أن تظهر قصيدة النثر كطريقة للتعبير منسجم مع التعقد البيئي المحيط ...منسجم مع وقع الحياة الحديث....تم مثلا تبديل العلاقة التصويرية الخطية بين المشبه والمشبه به كقول المتنبي مثلا(( مكر مفر مدبر مقبل معا كجلمود صخر حطّه السيل من علٍ )) إلى علاقة تصويرية مركبة رؤيوية تحاول أن توجد الحياة داخل الصورة وانعكاساً للبيئي المعقد كقول الماغوط
((على هذه الأرصفة الحنونة كأمي,,,
أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويلة
سأنتزع علم بلادي عن ساريته
وأخيط له أكماماً وأزرارا
وأرتديه كالقميص)) ً
وتخلى عن تراتيب الثابت والمتحرك المحدد بالجاهز الشكلي ..نحو الإيقاعات المتعددة على مستوى البنية ..فكانت بنية قصيدة النثر ..تحاول أن تنسجم إيقاعيا مع الرؤية التي تحاولها....

أدعي هنا أن التأثر النفسي للمتلقي بالإيقاع النصي مقروءاُ أو مسموعاً هو الذي يحدد له بدايةً هوية النص الشعري من غيره .. و أدعي هنا بأن الإيقاع هو موضوعة لبنية النص أي يشمل النص بجزئيه الشكل والمعنى ...

الإيقاع على مستوى الشكل هو تغير منتظم أو تكرار حدث أو منظومة أحداث معينة ضمن فترة زمنية معينة ....وما الموزون الخليلي سوى تكرار منتظم ومغلق لتوالي الساكن والمتحرك عبر عنه الخليل بالدوائر العروضية ...ويبقى ذلك جزء من الإيقاعي الكثير....كالقافية ...التكرار اللفظي ...تكرار اللازمة اللفظية ...أو حتى تكرار حروف المد -مثلا- ا و ي
أو -مثلا أيضا- تكرار أفعال الأمر الخ ......

الإيقاع على مستوى المعنى مرتبط بالتأئر الشعوري المباشر عند المتلقي ...أعتقد أن هذا النوع من الإيقاع مرتبط طرديا مع عمق الرؤى التي تقدمها الجمل الشعرية ومدى حسن صياغة هذه الرؤى ...وهنالك على سبيل المثال لا الحصر ..اشارات يمكن من خلالها استشفاف الإيقاع الداخلي ....كالتضداد اللفظي والمعنوي ...التركيز على لفظة واعتبارها مركزية للنص..لا لاعتباراتها اللفظية المتكررة وإنما لاعبارات معنوية أيضاً...الفكرة الصادمة والصياغة الصادمة واستكشاف العلاقات الدقيقة بين الأشياء ...وتعدد مستويات الفهم ...يقول الماغوط مثلا ((عكازك الذي تتكئ به على الرصيف , يوجع الرصيف)) يقول محمود درويش (( كل أرض الله روما يا غريب الدار)).....فضاء القصيدة مثلا...كأن يكون متسع أو ضيق ...كأن نرى نص تحمل تصويراته الفاظ كالبحر والسماء والغيم او الترميز الأسطوري....و نص آخر حمل تصويراته فضاء ضيق ..كالجدران..الأبواب ..الزهرة ...الزجاج ...الخ
..

محاولات /أمثلة على النظرة الإيقاعية


المتنبي

عيد بأي حالٍ عدت يا عيد بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديد
لا تشتر العبد إلا والعصى معه إن العبيد لأنجاسٌ مناكيد

أعتقد أن تكرار أحرف المد في البيت الأول كان له دور كبير في جعل إيقاع البيت أكثر هدوءاً وإثارة بما يشعر بالحزن الاستطالة زمن القول ..بخلاف إيقاع البيت الثاني حتى وان كان على نفس البحر

محمود درويش – لا عب النرد

ومشى الخوفُ بي ومشيت بهِ
حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عما أريدُ
من الغد - لا وقت للغد -
أَمشي / أهرولُ / أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ /
أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أسرعُ / أبطئ / أهوي
/ أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أرى / لا أرى / أتعثَّرُ
/ أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ
/ أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ / أنهضُ / أركضُ / أنسى
/ أرى / لا أرى / أتذكَُّر / أَسمعُ / أبصرُ / أهذي /
أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أجنّ /
أَضلّ / أقلُّ / وأكثرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أدْمَى
/ ويغمى عليّ /

أعتقد أن تكرار الفعل المضارع يضفي إيقاع من السرعة والفوضى تنسجم كثيرا مع (( لا وقت للغد)

صلاح عبد الصبور-الظل والصليب

هذا زمن الحق الضائع
لايعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله
ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك!
أعتقد أن توالي التضاد في رؤوس الناس على جثث الحيوانات والعكس...والنهاية الصادمة والمؤكدة بالتكرار التي تقول انه لا استثناء من هذه الفوضى ...كل ذلك منسجم كثرا مع (( زمن الحق الضائع ))



جنازة نسر ..محمد الماغوط
أيها الحزن .. يا سيفيَ الطويل المجعَّد
الرصيفُ الحاملُ طفله الأشقر
يسأل عن وردةٍ أو أسير ،
عن سفينةٍ وغيمة من الوطن

أعتقد أن الحياة داخل هذا النص هي إيقاعه البطيء الحزين ...إن التقابل تصويريا بين الحزن والسيف الطويل المجعد ...الرصيف الحامل لطفلة الأشقر وبين أشياء الوطن ...جعل من الأشياء طرائق ترابطها عبر الصورة تنبض داخل النفس الشعري

خواتم.... انسي الحاج
عندما يحصل الحبّ تهجم العاصفة عمياء. يتجسّد الجنون على شكل قلب
كلّ حبّ إغتصاب

إن التصاعد في ترتيب الأحداث من العلاقة الرؤيوية يمهد إيقاعيا النهاية الصادمة (( كلّ حب اغتصاب ))


قصيدة النثر تريد إلغاء الأشكال الشعرية القائمة



أعتقد ان هذه النقطة بالذات فُهمت كثيرا بشكل خاطئ ....وكان سبب- الفهم الخاطئ- في عزوف الكثير عن قصيدة النثر ...وبل وادعاء انها محاولة تغريبية لتهديم التراث ...

لقد قرأت الكثير من المقالات ...أو الحوارت (اذا صح التعبير) في الكثير من المنتديات بعنوان أو بما يشابه عنوان (( قصيدة النثر لا تريد إلغاء ما قبلها )) أعتقد أن هذه المقولة صحيحة فقط فيما يتعلق بالتأريخ ...ولكن واقع قصيدة النثر يقول بوضوح أنها ثورة كبيرة على الشكل الشعري القائم ...ولكنه في كل الأحوال ليس محاولة لتهديم التراث...رغم ان الكثير ربما يختلف معي في هذه النقطة
أعتقد أن هذا أيضا هو ما قاله الشكل التفعيلي رغم عدم الخروج الجذري عن الكلاسيكي العامودي ...لأن القول باعتماد التفعيلة كنواة للشكل القصيدي وقبول حرية تكرارها هو تهديم للكلاسيكي القائم من حيث الفكرة ..لقد رأى منظروا التفعلية وروادها أن الفسحة شعرا والانسجام مع معطيات حاضر ذلك الوقت لا يتحقق إلا بالخروج عن البحر الكلاسيكي والقافية ...وتلك نظرة ثورية واضحة تدعو لتهديم الكلاسيكي الخليلي...ومن هنا جاءت الهجمة الكبيرة في ذلك الوقت على التفعيلة بدعوى أنها تهديم للتراث ...وواقع الحال يقول أن التفعيلة تتدعي أن الكلاسيكي الخليلي لا ينسجم مع الحاضر البيئي بتغيراته في تلك الفترة ...ولكنه لم يدعي أبدا أن التراث كان عليه أن يكون تفعيلياً ...
هذا ينسحب كثيرا على حال قصيدة النثر ...إن المقولة الشهيرة للكبير جبران خليل جبران (( ان الوزن والقافية قيود سأبدأ بالتخلص منها)) ... – مع تحفظي الكبير هنا على هذه المقولة وعدم قبولها الا جزئيا- كانت بمثابة تثوير في بداية ما سمي بالشعر المنثور ودعوة واضحة لتهديم الموزون المقفى واستبدال هذه الضوابط بأخر تمثلها الرؤيا والإيقاع ....والذي تطور لاحقا والأسباب اخرى كثيرة وادى إلى ظهور قصيدة النثر....إن القول بأن (( قصيدة النثر لا تريد إلغاء ما قبلها )) -بافتراض أن هذه المقولة تشمل الحالي- هو أغلوطة كبيرة تتناقض مع فلسفة قصيدة النثر الثورية .... لأن القول بأن قصيدة النثر تقبل التعايش مع الموزون هو إلغاء للفكرة الأساس لنشوء قصيدة النثر باعتبارها الحل لقيد الموزن وليست صياغة شعرية متغيرة شكلا ....مع التأكيد طبعا أن هذا ليس له علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالمساس بالتراث ...لأن التراث كانت تحكمه ظروف زمانية ومكانية تختلف كثيرا عن تلك التي تحكمت بظهور قصيدة النثر

واسمحوا لي هنا أن استغرب كثيرا جدا ...ممن يقبلون التفعيلي ...وينكرون قصيدة النثر ...بدعوى أن الأخيرة تتناقض مع التراث ...وأسأل أي منطق يتحكم بقبول الخروج عن الخليلي نحو التفعيلي ولا يقبل الخروج نحو قصيدة النثر ...ان حال هذه النظرة ينقلنا من التعريف الكلاسيكي للشعر (( الموزون المقفى)) إلى تعريف آخر هو (( هو ضرورة وجود تفعيلة كحد أدنى )) ولا أرى منطقا يحتكم إليه هكذا تعريف.....


محبتي الكبيرة
هيثم الريماوي


الخميس، 6 أكتوبر 2011

الرقم 7...أسرار .. الله يعلمها!

يقال ان الرقم سبعه يملك طاقة في حد ذاته
أبواب النار 7

عجائب الدنيا 7

رؤيا ملك مصر 7

يؤمر الفتى بالصلاة عند سن السابعة

الطواف حول الكعبة 7

السعي بين الصفا والمروة 7

عدد آيات الفاتحة 7

عدد الجمرات 7

عدد البحار 7

المعادن الرئيسية في الأرض 7

العلم يتوصل الى 7 أنواع أساسية من النجوم.

ويتوصل أيضا الى 7 مستويات مدارية للألكترون...... تلك ال7 مستويات حول النواة.

وتوصل العلم ل7 ألوان للضؤ المرئي والى 7 اشعاعات للضؤ الغير مرئي....!!

وكذلك 7 أطوال لموجات تلك الاشعاعات.

توصل العلم أيضا الى أن الانسان يتكون من 7 ...فهو يتكون من

ذرة+جزيئه+جين+كروموس وم+خلية+نسيج+عضو

مضاعفة الحسنة في 7 سنابل.

مواضع السجود في القرآن سبعة .

تكبيرة العيدين سبع تكبيرات .

في الحج نطوف 7 مرات حول الكعبه..ونسعى 7 أشواط..ونرمي الجمار 7 مرات

وفي كل مرة نرمي 7 جمرات


ألوان الطيف الرئيسية سبعة

وعدد أيام الأسبوع سبعه

ودورة القمر حول الأرض أربع سبعات ( 28 يوما )

عدد قارات العالم 7


لماذا السلم الموسيقي سبع نغمات ؟

لماذا نحتفل باليوم السابع لمولد الطفل (الاسبوع)؟

لماذا صارت الوان قوس قزح سبعة؟

ذكر في القرآن السماوات السبع

السنابل السبع

البقرات السبع


سبعه يظلهم الله بظله يوم لاظل إلا ظله :
1- الإمام العادل .
2- شاب نشأ في عبادة الله .
3- رجل قلبه معلق بالمساجد .
4- رجلان تحابا في الله .. اجتمعا عليه وافترقا عليه .
5- رجل دعته إمرأة ذات منصب وجمال قال إني أخاف الله .
6- رجل تصدق بصدقه فأخفاها .. حتى لاتعلم يمينه ما أنفقت شماله .
7 -رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه بالدموع .


الاملاح المعدنية 7 منها محلول كنوب npk(الازوت و البوتاسيوم والفوسفور)

وأخيرا وليس آخرا
فإن شهادة التوحيد .. عدد كلماتها سبعة

لا _ إله _ إلا_ الله

_ محمد _ رسول _ الله

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

“شاهدوا المطران كبوتشي يؤدي صلاة المغرب مع مسلمي “اسطول الحرية


الاثنين ٣١\٠٥\٢٠١٠

ادى المطران الكاثوليكى كبوتشي صلاة المغرب مع مسلمي قافلة اسطول الحرية من على ظهر السفينة التركية

وكانت سلطات الكيان الصهيونى اعتقلت المطران “كابوتشى” عام 1974 بتهمة تهريب السلاح للفلسطينيين